تنوي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا تعميم استعمال الكمامة بعد رفع الحجر الطبي، وبهذا تكون معظم الدول الغربية سائرة في طريق الاستراتيجية الوقائية والطبية التي انتهجتها الصين للقضاء على الوباء العالمي كورونا فيروس، علما أن سلطات بكين تعرضت لحملة قوية من طرف الغرب وأساسا واشنطن بسبب هذه الإجراءات التي يرغب فيها الجميع الآن.
في هذا الصدد، نشرت جريدة لوموند الفرنسية خبرا اليوم السبت يفيد بتفكير السلطات في فرض الكمامة الطبية على جميع مواطني فرنسا، وهو إجراء تفكر فيه عدد من الدول الغربية. وعمليا، أعلن وزير الصحة الفرنسي أولفيي فيران السبت قرار فرنسا شراء ملياري كمامة من الصين علاوة على الكمامات التي كانت قد طلبتها سابقا.
وكان الكثيرون يتساءلون لماذا نجحت الصين في احتواء الفيروس وفشل الغرب في هذه المهمة رغم أن الصين هي مصدر الفيروس ويفترض أن نظامها الصحي متأخر عن الأنظمة الصحية الغربية. ولم يتجاوز عدد المصابين في الصين 83 ألفا و3335 من الوفيات، بينما في الغرب حتى يوم السبت 845 ألفا وعدد الوفيات يتجاوز 50 ألف. وكانت “القدس العربي” قد تناولت هذا الموضوع في مقال بعنوان “ما هو سر نجاح الصين في السيطرة على فيروس كورونا مقابل اللغرب؟.
ويبدو أن الدول الأوروبية بدأت تتبنى الاستراتيجية الصينية حرفيا في محاربة كورونا فيروس. في هذا الصدد، اعتمدت الصين استراتيجية مكونة من أربعة عناصر وهي فرض الحجر الصحي على المناطق التي شهدت انتشارا للفيروس وخاصة مقاطعة هوبي وعلى رأسها مدينة ووهان العملاقة بساكنتها 11 مليون. والعنصر الثاني هو فرض الكمامة إبان انتشار الفيروس وبعد احتوائه، حيث يعد ضروريا في الأماكن العامة، والعنصر الثالث الذي كان حاسما هو إقامة مستشفيات مؤقتة خاصة لعزل مرضى الفيروس عن باقي الأمراض الكلاسيكية، ويبقى العنصر الأخير وهو تكليف القطاع الصحي العسكري بالانخراط التام في محاربة الفيروس وكأن الأمر يتعلق بهجوم بيولوجي تعرضت له البلاد.
وبعد التشكيك في الاستراتيجية الصينية في البدء، وأمام ارتفاع حالات المصابين والوفيات، بدأت الدول الغربية في التطبيق الحرفي للاستراتيجية الصينية، ويبدو أن الولايات المتحدة التي كانت تشكك في معطيات الصين بدورها تقلد استراتيجية بكين، حيث يجري بناء مستشفيات خاصة وتعميم الكمامة والاستمرار في الحجر الصحي.