أقدمت السلطات المغربية في خطوة غير مسبوقة على إغلاق الضريح المعروف ب ” بويا عمر ” الواقع بمدينة العطاوية على بعد 30 كلم من مدينة قلعة السراغنة، بعد دعوة الرابطة المغربية لحقوق الإنسان فريق العمل الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي لتحرير المرضى النفسيين المحتجزين بهذا الضريح.
ومباشرة بعد هذا الإجراء دخل المنتمون إلى الفرع المحلي لجمعية شرفاء رحال البودالي في اعتصام مفتوح منذ نهاية الأسبوع المنصرم، احتجاجا على قرار الإغلاق، الذي يعتبرونه “جائرا وغير قانوني ويتنافى والأعراف الجاري بها العمل بجميع الأضرحة الموجودة داخل المغرب”، مطالبين بتطبيق الظهير الشريف المتعلق بتوقير الشرفاء الرحاليين.
السلطات المحلية من جهتها اعتبرت أن القرار لا يتعلق بإغلاق الضريح، وإنما بإخلائه من المشرفين عليه، بسبب النزاعات المستمرة بين الحفدة المتحدرين من دوار”الطواهرة” من جهة، وباقي الحفدة المنتمين إلى الدواوير الأخرى بالمنطقة، والذين يدعون بدورهم نسبهم إلى الولي الصالح بويا عمر، ويزعمون بهذه الصفة أحقيتهم في المداخيل المالية التي يحققها الضريح والأملاك التابعة له.
وسبق للعديد من الجمعيات الحقوقية بالمغرب أن طالبت مرارا من السلطات المغربية إغلاق هذا الضريح، بسبب ما يعرفه من طقوس الشعوذة البدائية، وما يتعرض له كذلك النزلاء داخله من ممارسات شاذة من قبيل التكبيل والتصفيد والاضطهاد ولأبشع أنواع الاستغلال المادي والجنسي.
وتتحدث الأرقام الرسمية عن أكثر من 1080 نزيلا ببويا عمر، حوالي 356 منهم من النساء، معظمهم من ضحايا الإدمان على المخدرات الصلبة والخفيفة، في حين أن أبناء المنطقة يقدرون أعدادهم بالآلاف.