فجرت السعودية بإعدامها الزعيم الشيعي الشيخ نمر باقر النمر أجواء من التوتر الطائفي السني-الشيعي في منطقة الشرق الأوسط. وانتقدت عدد من الدول ما أقدمت عليه الرياض خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما تبنى المغرب موقفا معتدلا بين إيران والسعودية وغير منحاز للأخيرة عكس عادته.
وأقدمت السلطات السعودية يوم 2 يناير الجاري على إعدام 47 شخصا بتهم الإرهاب، وينتمي كل المدانين الى تنظيم القاعدة وداعش باستثناء واحد وهو الزعيم الشيعي نمر الذي صدر في حقه حكما بالإعدام خلال أكتوبر 2014.
وكان نمر من السياسيين الشيعية الذين ينددون باستفراد آل سعود بالحكم في البلاد وتهميش الأقلية الشيعية ووصل الى التهديد بانفصال شرق البلاد في حالة استمرار هذه السياسة التمييزية.
ويخلف إعدام السعودية للسياسي الشيعي نمر موجة من الاستنكار في الشرق الأوسط وخاصة بالنسبة للدول الشيعية. فقد نددت إيران والعراق بالاعدام بينما هاجم عراقيون وإيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في البلدين. وتمر العلاقات بين طهران والرياض بأسوأ مراحلها خلال السنوات الأخيرة.
ووجهت الدول الغربية انتقادات لقرار العربية السعودية إعدام الشيخ نمر لما يحمله من انعكاسات على الصراع الطائفي والمذهبي في الشرق الأوسط. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى أن يؤدي هذا الإعدام إلى تفاقم الوضع في المنطقة العربية، وزيادة الخلافات الطائفية داخل المملكة وخارجها ودعت السعودية الى احترام حقوق الإنسان.
ومن جهته، تبنى الاتحاد الأوروبي في بيان للمفوضية المسؤولة عن العلاقات الخارجية والأمن الموقف نفسه من هذه التطورات. وأمميا، تأسف الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون لعملية الاعدام التي وقعت في السعودية.
واعتبر مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط فيليب لوثر لوكالة فرانس برس انه عبر اعدام 47 شخصا السبت دينوا ب”الارهاب” بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، فان المملكة العربية السعودية “تصفي حسابات سياسية.
المغرب يبتعد عن السعودية
وانضم المغرب الى الدول التي أعربت عن موقف من التوتر الحالي لكنه هذه المرة تبنى موقفا وسط بين الرياض وطهران. وجاء في بيان رسمي لوزارة الخارجية المغربية حول تطورات إعدام نمر ومنها التوتر بين الرياض وطهران أن “المغرب يعول على حكمة المسؤولين السعوديين والإيرانيين للعمل على تفادي أن ينتقل الوضع الحالي إلى بلدان أخرى بالمنطقة، تواجه العديد من التحديات، وتعيش أوضاعا هشة”,
ولم يندد بيان الخارجية المغربية بإحراق السفارة السعودية في طهران، كما لم يطالب باحترام القرارات التشريعات السعودية. وكان في الماضي يتبنى مواقف تصب في دعم السعودية في حالات أقل من هذه بكثير.
ويطرح موقف الخارجية تساؤلات، هل يتعلق الأمر بموقف معتدل في النزاع أم يتعلق الأمر ببردوة مغربية تجاه دول الخليج ومنها العربية السعودية أساسا.