ندد الوجه البارز في الحراك الشعبي في الريف ناصر الزفزافي بعملية إحراق العلم المغربي في العاصمة باريس، وفي الوقت ذاته كشف أنه من الأسباب التي أدت به الى خلع البيعة والتخلي عن الجنسية المهانة التي تعرض لها ومنها تبول أفراد من الشرطة عليه واغتصابه رمزيا.
وكانت باريس قد شهدت تظاهرتين يوم السبت الماضي للدفاع عن معتقلي الحراك الشعبي في الريف. وكانت الأولى قد اقتصرت على المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وتنفيذ المطالب المتعلقة بالصحة والتعليم والشغل، وذهبت الثانية الى المطالبة بإقامة الجمهورية الريفية وسجلت إحراق العلم المغربي. وتبرأت اللجنة المنظمة للتظاهرة الكبرى في باريس من عملية إحراق العلم في التظاهرة الموازية. كما تبرأت عائلات المعتقلين من هذا الحادث الذي يخلف نقاشا قويا ومتشنجا في الأوساط المغربية خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي رسالة صوتية، اعتبر ناصر الزفزافي عملية إحراق العلم بالجريمة المدبرة لألحاق الأضرار بالحراك الشعبي للريف، واتهم الجمهوريين الريفيين بالعمل لصالح الدولة المغربية ووصفهم بالشرذمة الضالة.
لكن الجديد في رسالة الزفزافي هو توسعه في شرح الأسباب التي دفعته ورفاقه الى خلع البيعة من الملك محمد السادس علاوة على التخلي عن الجنسية المغربية. وعلاقة بهذا، كشف عن تعرضهم لممارسات حاطة بكرامة الإنسان وقال “لقد تعرضنا لأبشع المعاملات للتعذيب، تخيلوا معي أنهم عندما داهموا المنزل وأشبعوني ضربا وبزقا، وأخرجوا…وبدأوا يتبولون علي، على وجهي وجسدي كله ويقولون قل عاش الملك، لقد سقط الفتان. كل هذا أمام مسؤولين وكل شيء جرى توثيقه بالكاميرا. وحدث الاغتصاب، أنا مقيد اليدين وهم يدخلون العصا في مؤخرتي. وهناك من أخرج قضيبه وبدأ بملامسة وجهي”.
وتعتبر تصريحات الزفزافي صادمة للغاية، ولم تصدر الإدارة المغربية وخاصة وزارة الداخلية ومؤسسة الأمن الوطني بيانا توضيحيا بشأن هذه الاتهامات التي ستعمل على مزيد من الشرخ في رؤية جزء من ساكنة الريف للدولة.
ويعتبر الزفزافي من الوجوه البارزة في الحراك الشعبي في الريف، وقد تم الحكم عليه بعشرين سنة سجنا رفقة آخرين.