اعتبر وزير العدل المغربي مصطفى الرميد أن منظمات دولية حقوقية تنخرط في تشويه سمعة المغرب منذ سنتين (الحكومة الائتلافية بزعامة العدالة والتنمية)، وأعلن فتح تحقيق في ملف تعذيب المواطن البلجيكي من أصول مغربية علي الراس المعتقل بتهمة الإرهاب.
وفي رده على أسئلة تقدم بها نواب حزب العدالة والتنمية والحركة الشعبية، وهما حزبان ضمن الائتلاف الحكومي، حول التقارير الدولية ومنها تقرير أمنيستي أنترناشنال، اعتبر الوزير مضمون التقارير قديم بسبب تطرقه الى حالات تعود الى الماضي.
وفي الوقت ذاته، لم يتردد في اعتبار تقارير المنظمات المغربية متحاملة على المغرب بسبب تركيزها على هذا البلد دون باقي البلاد. واتهمها بتبخيس وتسفير مجهودات الدولة المغربية والحكومة والمعارضة في تحسين أوضاع حقوق الإنسان في المغرب. وقارن بين المغرب ودول الجوار التي تعيش وفق تصريحاته “سنوات الرصاص” ليشكك في قرار أمنيستي أنترناشنال اختيار المغرب ضمن خمسة دول من العالم العربي دون أخرى. والدول هي المكسيك والفلبين وأذربيجان ونيجيريا.
وكانت المفاجأة هي إعلان الرميد اليوم فتح تحقيق في ملف علي العراس المعتقل في ملف بلعيرج الذي يوجد معتقلا منذ ثلاث سنوات في المغرب. وكان دفاع علي العراس قد تقدم بطلب للتحقيق في التعذيب منذ أكثر من سنتين.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد اعتراف بأن علي الهراس تعرض خلال ثلاث سنوات لمعاملة مهينة وغير لائقة في سجن سلا. وتعترف الأمم المتحدة أن علي الهراس تم الحكم عليه بشكل غير عادل وبدون شهود وبدون أدلة وأدلى بتصريحات تحت التعذيب وفي محضر باللغة العربية التي لا يتحدث بها.
وكان القضاء الإسباني قد اعتقل العراس سنة 2008 في ملف إرهابي الذي يحمل اسم خلية بلعيرج، وبعد تحقيق طويل قرر القاضي الشهير والمختص في الإرهاب بالتاسار غارثون أنه لا يوجد أي دليل يدينه، وسلمته الحكومة الإسبانية الى المغرب الذي قام بإدانته بالنفس التهم التي وجهها له القضاء الإسباني في البدء ولكنه برأه منها.
وكانت الرباط تطالب اسبانيا بتسليمها مواطنا اسبانيا من أصل مغربي وهو محمد باي لكن مدريد رفضت تلبية الطلب، وكان باي متهما بالتهم نفسها التي وجهت الى عراس.
ويعتبر ملف علي العراس من الملفات التي تبنتها أمنيستي أنترناشنال، وتوجد في اسبانيا لجنة نشيطة تدافع عن براءته وتندد بالتعذيب المفترض الذي تعرض له. وقامت أمنستي فرع اسبانيا بإصدار ملصق تنديدي بالمغرب قوي المضمون حيث وظفت العلم المغربي وهو يغطي جسد العراس المعلق في الهواء جراء التعذيب.