دافعت المفوضية الأوروبية عن تصريحات أحد مسؤوليها الذي اعتبر سبتة ومليلية إسبانيتين، وذلك في ردها على احتجاج تقدمت به حكومة الرباط أمام المفوضية حول طبيعة السيادة على المدينتين.
وكان نائب رئيس المفوضية الأوروبية اليوناني مارغريتيس شيناس قد اعتبر في تصريحات سابقة له سبتة ومليلية أراض إسبانية. ونشرت جريدة الباييس الإسبانية رسالة احتجاج تقدم بها المغرب الى المفوضية الأوروبية يرفض فيها هذه التصريحات. وأكد الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس مضمون الرسالة الاحتجاجية في ندوة صحفية له الخميس من الأسبوع الجاري، حيث شدد على الطابع المغربي للمدينتين. وبينما انتقد بايتاس المفوضية الأوروبية، أثنى على العلاقات مع الحكومة الإسبانية. وهذا يبرز حرص المغرب على عدم التسبب في أزمة مع مدريد لاسيما في هذا الوقت التي يشهد فيه هذا البلد أجواء انتخابية خاصة بالاستحقاقات التشريعية السابقة لأوانها ليوم 23 يوليوز المقبل.
ومن جانبها وكرد على موقف المغرب، بعثت الحكومة الإسبانية بمذكرة شفوية إلى الرباط تحتج على إشارتها إلى سبتة ومليلية كمدينتين مغربيتين في الرسالة التي وجهتها إلى بروكسل للاحتجاج على مارغريتس شيناس، بحسب مصادر دبلوماسية في مدريد نقلا عن وكالة إيفي. وتأتي الرسالة ، التي ترفض فيها مدريد “بشكل قاطع” اللغة المستخدمة للإشارة إلى هاتين المدينتين المحتلتين، مبرزة أن “حدودهما معترف بها دوليا”.
ولم يتأخر رد المفوضية الأوروبية، حيث أدلت الناطقة باسم المفوض المكلف بالعلاقات الخارجية والدفاع الى وكالة أوروبا برس هذا الخميس أن المفوضية تؤيد مارغريتس شيناس في تصريحاته بأن سبتة ومليلية مدينتين إسبانيتين.
وكان الاتحاد الأوروبي حريصا في الماضي كل الحرص على تفادي الحديث عن سبتة ومليلية. وكان يوجد في البرلمان الأوروبي لوبي يعتبر أنهما محتلتين ويجب إعادتهما الى المغرب، وخاصة من نواب بعض أحزاب أوروبا الشمالية وكذلك بريطانيا قبل خروج الأخيرة من الاتحاد “البريكس”. غير أن كل هذا الدعم تبخر خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد سياسة الغموض التي نهجها المغرب.
وعلاقة بهذا الغموض، ومن ضمن المفارقات الكبرى في ملف سبتة ومليلية الخطاب الدبلوماسي المغربي الذي جشع الاتحاد الأوروبي على سياسته المؤيدة لاستعمار المدينتين. في هذا الصدد، يحتج المغرب على الاتحاد الأوروبي، غير أنه يقوم بالعمل على تحويل سبتة ومليلية الى معبرين جمركيين للصادرات والواردات، وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي سيصادق على المعبرين كنقطتين للحدود الخارجية وسيصبحان في وثائق الاتحاد الأوروبي أراض أوروبية. ويحتج المغرب على الاتحاد الأوروبي في حين التزم الصمت عندما اعتبر البرلمان الأوروبي خلال يونيو من 2021 بأن سبتة ومليلية أراض إسبانية.
وتقول الدولة المغربية أنها تولي الاهتمام الى الملف الاستراتيجي حاليا وهو حشد الدعم لمغربية الصحراء، وأجلت مطلب سبتة ومليلية الى المستقبل في ارتباط بتطورات مضيق جبل طارق.