بعدما كانت مفاوضات إنشاء النسخة الثانية من حكومة عبد الإله بن كيران قد استغرقت وقتا طويلا، على النحو الكافي لتقليمها وضبط إيقاعها مع التوقيت العميق في المغرب، يظهر ان هذه الحكومة ستستغرق وقتا لا نهائيا لاقناع الرأي العام الرقمي المغربي، الذي أبدى على نحو لافت استهجانا وخيبة أمل كبيرة من تشكيلة حكومة “تشد إلى الخلف”، كما وصفها احد المعلقين على احد أستار المواقع الاجتماعية الرقمية. وسيكون التحدي الأول لابن كيران، الذي هوت مصدقياته رأسا بحسب ما تعكس مضامين ما يتداوله الرأي العام الرقمي المغربي، قبل ان يسوق لبرامجه المقبلة، عليه أن يكسب اولا معركة تسويق “القبول العام” لحكومته.
وانتقد عدد من النشطاء في المواقع الاجتماعية الصورة التي آلت إليه النسخة الثانية من الحكومة، والصورة التي تشكلت لابن كيران مع التركيبة البشرية والسياسية والسلطوية لحكومته”.
وكتب احد المعقلين على حسابه بالفيسبوك مجليا خيبة عريضة قائلا:” في هذا المشفى الكبير، هل كان لابد أن نمكث في صالة الانتظار كل هذا الوقت كي تزف لنا المولّدة الطاعنة في العقم خبر ازدياد 39 معاقاً “.
ورأى أخرون ان بن كيران فرط في مكتسبات الحراك المغربي التي “بفضلها فقط ” يقول معلق فيسبوكي” استطاع أن يصبح رئيس حكومة”، ويضيف آخر ” إنه استسلم للتماسيح ” فيما قال ثالث لقد “بات بدوره تمساحا آخر”،وقال رابع بحسرة ايضا” من عاشر قوما صار منهم”.
وامتد الاستهجان من بن كيران في احاديث مغاربة الفيسبوك ليبلغ، حد التساؤل عما إذا كان الرجل” الذي بدا متحكما فيه عن بعد”، كما وصفه فايسبوكي مغربي ساخر، ” قد استفتى الذين صوتوا له أو على الأقل أخذ بالاعتبار موقفهم “.
و يتساءل في الاتجاه ذاته معلق بجداره على الفيسبوك قائلا” لماذا قبل حزب العدالة والتنمية بهذه الإهانة؟”.
وأثارت تركيبة الحكومة خصوصا على مستوى المناصب الوزارية، سخرية لاذعة بين الرأ ي العام الرقمي المغربي فراى معظمهم في عدد الوزراء البالغ 39 ” ثخمة زائدة”. واصبح الفيسبوكيون المغاربة ينادون جراء هذه الزيادة رئيس الحكومة بن كيران باسم “بن زيدان”.
بسبب ذلك ينادون رئيس الحكومة بن ويقول فيسبوكي مغربي في هذا السياق إن “حجم الحكومة لا يتناسب مع الدخل القومي للمغرب، ولا الواقع الاجتماعي الذي تنخره العطالة، ولاحجم التعويض الفادح الذي يتلقاه متقاعدون أو زوجاتهم وهو 400درهم شهريا”. فيما راى معلق ثان في هذا الفضاء الرقمي ان العدد” يجعل حكومة بن كيران بكرش ثخينة “سيعيقها عن الحراك”. وضع اخرون صورة لحكومات اوروبية لا تتجاوز عشرة وزراء أو اربعة عشر” واصفين إياها” بحكومات رشيقة وفاعلة”.
ويقول طالب جامعي كما يعرف وضعه باحد المواقع الاجتماعية ساخرا من صيغ التفريعات في المناصب التي ظهرت بها النسخة الثانية لحكومة بن كيران،: ” من اليوم قد تم تعيني وزيرا منتدبا لدى الوزير المنتدب الذي تم انتدابه من طرف الوزير المنتدب بدوره لدى وزارة الإقتصاد السفرتوحولوجي و رعاية الحمير والتماسيح والعفاريت الضالة”.
وتعكس التعليقات ” ازمة قبول ” سوف تواجهها حكومة بن كيران التي عززها باسماء من الاحرار ، خاصة حينما أقسم بن كيران “بأغلظ الايمان السياسية” ألا يتحالف معهم. وبادر فيسبوكييون “يكتبون بعضا منتصريحاته تلك ، منها قول بن كيران :” الفساد والاستبداد لهما حراس شرسون ومن غير المعقول أن نبحث عن تحالف مع الاحرار”.
وبدا رئيس اول حزب إسلامي يقود حكومة في المغرب بفضل الحراك الشعبي المغربي، بمنظر المتشبت بالسلطة قبل الاخلاق والالتزام السياسي والاجتماعي. يقول احد المعلقين بمواقع اجتماعية :” بن كيران يظهر كزعيم حزب سياسي مهووس بالكرسي وبالسلطة ومن اجلها يمكن ان يفعل اي شيئ بما فيه التفريط في ا لكرامة السياسية لحزبه نفسه”.
لقد طغت السخرية على تعاليق مغاربة المواقع الاجتماعية وهم يستقبلون النسخة الثانية من الحكومة التي خرج بها بن كيران على المغاربة، ويرى معلقون فيسبوكيون ان هذه السخرية “يجب أن لا يقراها على نحو خاطئ بن كيران، ويعتبرها مجرد مسحة تنذر او خفة دم المغاربة”، ثم يضيف “فستكون تلك إذن زلته الأخرى” ثم يشدد قائلا” هذه السخرية تنضح بالمرارة والغضب والاستياء “.