فاز عبد المجيد تبون بالانتخابات الرئاسية الجزائرية التي جرت الخميس من الأسبوع الجاري ليخلف المقال عبد العزيز بوتفليقة. ولا يعني هذا الفوز استقرارا بحكم استمرار الاحتجاجات والتشكيك، كما لن يحمل تحسنا في العلاقات مع المغرب ومنها فتح الحدود.
وتعيش الجزائر ربيعا سياسيا من الاحتجاجات منذ قرار عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية رئاسية رابعة، حيث انتهت بإقالته وأنهت باعتقال عدد من مساعديه ومنهم شقيقه سعيد بوتفليقة الذي يوجد في السجن رفقة مسؤولين آخرين منهم الوزير الأول السابق أويحيى والأسبق سلال.
في هذا الصدد، أعلنت السلطة العليا المستقلة للانتخابات، اليوم الجمعة 13 ديسمبر، فوز عبد المجيد تبون، برئاسة البلاد بنسبة تتجاوز 58% . وقال محمد شرفي في ندوة صحفية بقصر المؤتمرات غرب العاصمة إنّ نسبة المشاركة الإجمالية في الانتخابات الرئاسية بلغت 39.83%، باحتساب أصوات الجالية المقيمة بالخارج. وتعتبر هذه أضعف نسبة للمشاركة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وهناك شكوك على أنها قد تكون أقل.
وتعود نسبة المشاركة الضعيفة الى موقف الشارع الجزائري الرافض بأغلبيته لهذه الانتخابات الرئاسية، حيث كان ينادي بضرورة هيئة مستقلة شفافة واستبعاد رجالات النظام القديم.
ولن تسهم الانتخابات الرئاسية في هدوء الشارع، إذ يعتبر عبد المجيد تبون من المقربين من الجيش والذي عمل في إدارات مختلف الرؤساء خلال الثلاثين سنة الأخيرة ومنهم عبد العزيز بوتفليقة، حيث شغل منصب الوزير الأول لفترة قصيرة خلال سنة 2017.
ولن يحمل الرئيس المنتخب معه جديدا في العلاقات الثنائية مع المغرب، إذ لا يعتبر من صقور الإدارة الجزائرية تجاه الجار الغربي، كما لا يعتبر من الحمائم، بل سيحتفظ لنفسه بموقف المؤسسة العسكرية. ويعتبر من الذين يرفضون فتح الحدود مع المغرب طالما لا يعتذر الأخير عن إغلاقها سنة ، وهو ما شدد عليه يوم 24 نوفمبر الماضي خلال الحملة الانتخابية. وكان المغرب قد أغلق الحدود في أعقاب العملية الإرهابية التي استهدفت مراكش وخلفت قتلى وشارك فيها مغاربة وجزائريين.