جاء تصنيف المغرب ديمقراطيا ضمن الدول الهجينة سنة 2015 وفق التقرير الذي تنجزه وحدة الدراسات التابعة للمجلة الشهيرة إيكونوميست وقدمته هذا الأسبوع. وتقدم على الجزائر ب 11 درجة ولكنه تأخر عن تونس ب 50 درجة، بينما بدأ يخسر معركة النمو الديمقراطي أمام عشرات الدول الإفريقية.
ورغم التقارير الوطنية التي تجعل بعض الدول تدعي الديمقراطية، توجد تقارير تقوم بإنجازها مؤسسات دولية ومن ضمن هذه المؤسسة وحدة الدراسات التابعة لمجلة إيكونوميست، وهي تقارير تكون موجهة الى المستثمرين والشركات وكذلك الحكومات. وتعمل هذه المجلة الشهيرة على شاكلة مركز للتفكير الاستراتيجي.
وفي تقريرها الخاص بسلم أو ترتيب الديمقراطية عالميا، فقد جاء المغرب في المركز 107 ضمن 167 دولة متقدما بتسعة درجات مقارنة مع السنة الماضية حيث احتل المركز 116، ويبقى دائما في صنف الأنظمة الهجينية.
وتعتمد ذي إيكونوميست خمسة معايير في تقريرها وهي المشاركة السياسية ومستوى الحريات المدنية وعمل الحكومة والمشاركة السياسية والثقافة السياسية. ورسب المغرب في أربعة معايير، حيث كان التنقيط دون المعدل الذي هو خمسة، بينما حصل على نقطة فوق المعدل في الثقافة السياسية 5،63. وهذه الأخيرة مرتبطة بدينامية الشعب المغربي سياسيا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
ويوجد المغرب ضمن المجموعة التي تسمى بالأنظمة الهجينية التي تمزج بين الديمقراطية والدكتاتورية، ويطلق عليها أحيانا ديمقراطية الواجهة، حيث تعاني من صعوبات لتحقيق الانتقال الى الديمقراطية غير المكتملة بسبب ضعف المؤسسات السيادية وخاصة الحكومة.
ومن باب المقارنة إقليميا، ففي المغرب العربي تقدم المغرب على كل من موريتانيا والجزائر اللذان احتلا المركز 117 و118 على التوالي ضمن الدول غير الديمقراطية، ولكنه رسب أمام تونس التي احتلت المركز 57 ضمن الدول ذات الديمقراطية غير المكتلمة. وتوجد تونس في المجموعة نفسها التي تتواجد فيها دول مثل إيطاليا وفرنسا وبلجيكا والتشيلي والبرتغال.
وبدأ المغرب يخسر معركة الديمقراطية في القارة الإفريقية، حيث تفوقت عليه عدد من الدول التي تقع في مجموعة الديمقراطية غير المكتملة مثل الرأس الأخضر في المركز 32 وبوتسوانا في 28 وجنوب إفريقيا في 37 والسنغال في المركز 75. وتوجد 16 دولة متقدمة ديمقرطيا على المغرب في القارة الإفريقية.
وعادة ما ترفض الدولة المغربية مثل هذه التقارير القائمة عل معايير متعارف عليها أكاديميا، وتشكك في نزاهتها.