شهدت تارجيست الواقعة في إقليم الحسيمة تدخلا عنيفا للقوات الأمنية أمس الأحد لإنهاء المسيرة الاحتجاجية لساكنة هذه المدينة الصغيرة التي طالبت بتحقيق في ملفات الفساد وضرورة تنفيذ المشاريع التي جرى الالتزام بها منذ مدة دون أن تنفذ ومنها مشاريع ملكية. وتأتي احتجاجات تارجيست لتؤكد الظاهرة الجديدة التي يهشدها المغرب وهي انتفاضة المدن الصغرى ضد الفساد والتهميش.
وظهرت في مدينة تارجيست حركة تسمى “حركة متابعة الشأن المحلي بتارجيست والنواحي” تطالب بإنقاذ المدينة من التهميش بدءا من محاربة الفساد وتنفيذ المشاريع التي خصصت لها ميزانيات ولم تترجم على أرض الواقع حتى الآن.
ونظمت هذه الحركة عدد من التظاهرات والاعتصامات منذ بداية سبتمبر الماضي، والتزمت السلطات على تقديم نتائج ملموسة خلال أسابيع، لكن الحركة ونشطاء المجتمع المدني يعتبرون أن لا شيء تحقق من الوعد التي يعتبرونها “تضليلية وكاذبة”.
وعادت الحركة الى تظاهرة عارمة في تارجيست مساء أمس الأحد، حيث خرج جزء كبير من ساكنة تارجيست الى الشوارع منديين بالتهميش وتهاون السلطات في محاربة الفساد وعدم الوفاء بالوعود.
وخلال توجه المسيرة نحو البلدية، يؤكد منظمو التظاهرة تدخل القوات الأمنية بعنف حقيقي خلف جرحى منهم ستة نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاجات، واستطاعت المسيرة، رغم التدخل الأمني، الاستمرار الى أمام البلدية والاعتصام لفترة زمنية مع ترديد شعارات منددة.
وتأتي احتجاجات تارجيست لتؤكد ظاهرة جديدة في خريطة الاحتجاجات السياسية والاجتماعية في المغرب وهي انتفاضة المدن الصغرى ضد التهميش وضد الوعود وضد الفساد. إذ شهدت مدن أخرى مثل سيدي إيفني وتازة وبوعرفة وطانطان وايت بوعياش احتجاجات مماثلة.