تلتزم السلطات المصرية الرسمية الصمت بشأن موقف الدبلوماسية المغربية المعبر عنه بطريقة غير مباشرة عبر القناة الأولى ودوزيم في اعتبار عبد الفتاح السيسي “رئيسيا انقلابيا”، بينما رحب الرئيس المطاح به محمد مرسي بموقف الرباط، وطالب دول أخرى الاقتداء به.
وكانت القناة الأولى والثانية قد شنتا هجوما لاذعا حول الوضع في مصر، واصفة السيسي بالانقلابي ضد الشرعية الديمقراطية التي يمثلها محمد مرسي. وأبرزت تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمصريين والانفلات الأمني.
ويبدو أن التقارير المضادة للسيسي كان لها وقع المفاجأة في مصر، وتنهج الدولة المصرية استراتيجية الصمت أو تقديم تبريرات غير مقنعة. ولم تعلن الرئاسة المصرية عن أي بلاغ ضد السلطات المغربية، وهي التي تدرك أن تقرير القناة الأولى والثانية موقف سياسي للسلطات المغربية بحكم إشراف القصر على الاعلام العمومي.
ويبدو أن الرئاسة المصرية ترغب في تفادي أزمة مع المغرب حتى لا تجعل الرأي العام الدولي والصحافة الدولية تلقي الضوء مجددا على مدى شرعية محمد مرسي. وعمليا، تصدر خبر ربورتاج القناة الأولى ودوزيم الصفحة الأولى لبعض الجرائد مثل القدس العربي، ونشرات الأخبار في قنوات مثل الجزيرة.
ومن جهة ثانية، تقوم صحافة مقربة من الدولة المصرية وتعتبر امتدادا لها وسط الرأي العام باتهام حكومة عبد الإله ابن كيران بالوقوف وراء هذه التقارير في إطار التعاطف مع حركة الإخوان المسلمين. وتعتبر الصحافة المصرية ابن كيران إخوانيا.
ورغم الاعتقاد في احتمال أن يكون نزاع الصحراء المغربية هو المتسبب بحكم التقارب المصري-الجزائري على حساب المغرب ومنها زيارة وفد مصري لتندوف وتقديم كتاب باسم “الصحراء الغربية بعيون مصرية”، تتفادى مصر استحضار العامل السياسي في الأزمة.
ورغم تناقض الموقف المغربي بين الترحيب بالسيسي عند الانقلاب والهجوم عليه الآن، فببرغماتية كبيرة، رحبت جماعة الاخوان المسلمين بربورتاج القناة الأولى والثانية واعتبرته موقفا رسميا للدبلوماسية المغربية. وناشدت دول العالم الاقتداء بموقف المغرب.
وفي مفاجأة جديدة، رحب الرئيس المصري المطاح به، محمد مرسي عبر مستشاره الإعلامي أحمد عبد العزيز بالموقف المغربي الجديد من السيسي، وكتبت في موقعه في الفايسبوك “”المملكة المغربيَّة الشقيقة وصفت بكل وضوح ما وقع في 3 يوليو 2013 بأنه انقلابٌ عسكري على رئيس شرعي منتخب جاء بإرادة شعبيَّة”.
وتستمر الجزائر وصحافتها في التزام الصمت، علما أنه من مسببات هذه الأزمة نزاع الصحراء والتقارب المصري المفترض مع جبهة البوليساريو. ولم تتعاطى الصحافة الجزائرية كثيرا مع هذا الملف، ويحدث هذا عكس عادتها في التركيز على قضايا المغرب المرتبطة بالملف الصحراوي.