ينتهي الحلف الأطلسي اليوم الجمعة من أكبر مناورات عسكرية يجريها خلال العقدين الأخيرين، وهمت مواجهة أخطار متعددة منها خطر قادم من الجنوب من قوة كبرى أو من دولة من المغرب العربي. وقرر الحلف اقتناء طائرات بدون طيار متطورة لحراسة دول الجنوب بشكل مستمر وأساسا المغرب العربي.
وهذه المناورات التي تحمل اسم2015 Trident Juncture بدأت في بداية أكتوبر الماضي وتنتهي اليوم الجمعة، حيث استغرقت شهرا كاملا. وشارك فيها 36 ألف جندي ينتمون الى ما يعرف بجنود النخبة أي المجموعات المسلحة بأسلحة حديثة مقسمة على 240 وحدة عسكرية، 130 طائرة مقاتلة و60 سفينة حربية وقامت بمواجهات وإنزال جوي وبحري وانتشار بري في مناطق في اسبانيا والبرتغال وإيطاليا لمواجهة حرب شاملة تضم الحرب الالكترونية والكيماوية والبيولوجية والكلاسيكية.
وتعدد سيناريوهات هذه المناورات بين تعرض دول أوروبا الشرقية لاعتداءات على شاكلة ما وقع في جزيرة القرم في أوكرنيا أو هجوم قوة كبرى على دولة من جنوب أوروبا بسبب احتضانها الدرع الصاروخي، في إشارة الى روسيا. وفي الوقت نفسه، كتبت جريدة الباييس في عددها أمس الخميس أن جزء من المناورات جرت في منطقة ساراغوسا شمال مدريد وهي منطقة شبيهة بمناطق المغرب العربي والشرق الأوسط.
وتفيد بقلق الحلف الأطلسي من مصادر الخطر القادم من جنوب البحر الأبيض المتوسط بسبب الوضع غير المستقر في دول مثل ليبيا بعد الربيع العربي. ويعترف الحلف الأطلسي بارتفاع الخطر القادم من منطقة المغرب العربي ومؤخرا حتى من شرق المتوسط بسبب سيناء وسوريا، ولهذا قرر ومنذ سنوات اقتناء طائرات بدون طيار متطورة وهي من نوع غلوبال هاوك الأمريكية.
ولم تسعف الميزانية المحدودة للحلف في اقتناء هذه الطائرات حتى الآن. وتستطيع طائرة واحدة بدون طيار من نوع غلوباك هاوك مراقبة أكثر من مائة ألف كلم مربع في يوم واحد وبدقة متناهية بما فيها وجود سحب وغيوم، وبالتالي، فالهدف من اقتناء أربعة هو تغطية جزء من المغرب العربي وخاصة قسمه الشرقي المتوتر.
ويعترف الأمين العام للحلف الأطلسي جينس ستولتنبرغ في تصريحات يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري “لقد أولينا اهتماما كثيرا بالحدود الشرقية بسبب أزمة أوكرانيا، لكن اللاستقرار والمخاطر في القسم الجنوبي قريبة جدا من حدود الحلف الأطلسي”.
وبهذا، عادت منطقة المغرب العربي لتشكل مصدر خطر مقلق للحلف الأطلسي بسبب التطورات الأمنية فيها من مشاكل اجتماعية ووجود مواجهات في ليبيا وكذلك حضور لبعض الجماعات الإرهابية.