توظف حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا نزاع الصحراء في مواجهة حكومة مدريد ، وذلك على خلفية المواجهة السياسة والدبلوماسية بين الطرفين بسبب رغبة كتالونيا في الاستقلال عن اسبانيا.
حرب دبلوماسية بين اسبانيا وكتالونيا
ووعيا منها بخطورة الملف الكتالاني الذي يسير نحو الاستقلال بعدما قررت حكومة كتالونيا إجراء استفتاء تقرير المصير يوم 9 نوفمبر المقبل على شاكلة استفتاء اسكوتلندا يوم 9 سبتمبر المقبل، تشن حكومة مدريد حملة قوية ضد هذا الانفصال. ومن ضمن ما أقدمت عليه من إجراءات، إنجاز تقرير مفصل بعثته الى 129 سفارة لها في الخارج ومنها المغرب يتضمن مخاطر انفصال كتالونيا عن اسبانيا. وتقوم هذه السفارات بإقناع الدول المعتمدة لديها بالمخاطر الواردة في التقرير حول انفصال كتالونيا وتوصيها برفض التعاون مع كتالونيا.
وبدورها تشن حكومة كتالونيا حملة قوية في الخارج ومنها الزيارة التي يقوم بها رئيسها أرثور ماس لدول كبرى مثل روسيا والهند والولايات المتحدة للترويج لاستفتاء تقرير المصير والحديث عن أهمية كتالونيا مستقلة التي قد تصبح القوة الاقتصادية السابعة في منطقة اليورو في حالة استقلالها عن اسبانيا.
كما أعدت حكومة كتالونيا مذكرة دبلوماسية ترسلها للسفارات الإسبانية وكذلك الى مختلف دول العالم. وتتضمن تفسيرات كلاسيكية مثل تاريخ كتالونيا واختلافها عن اسبانيا، لكن المثير فيها هو توظيف ملف نزاع الصحراء الغربية لتبرير انفصالها عن اسبانيا.
كتالونيا توظف ملف الصحراء لانتقاد مدريد
في هذا الصدد، جاء في المذكرة التي اطلعت ألف بوست عليها العربي عليها إشارة قوية الى نزاع الصحراء الغربية. وتحاول حكومة كتالونيا من خلال المذكرة تفنيذ أطروحة حكومة مدريد بأن كتالونيا جزء من اسبانيا. وجاء في العنوان الفرعي الثالث بعنوان “مسألة السيادة والقضية السياسية في اسبانيا خلال الانتقال الديمقراطي وحالة الشعب الصحراوي”. وتؤكد المذكرة أن الصحراء كانت بموجب مرسوم صادر سنة 1958 إقليما اسبانيا ولم تعد مستعمرة، وبهذا كانت جزءا من سيادة وأراضي اسبانيا، ولكن حكومة مدريد تخلت عن الصحراء وفوتتها الى المغرب وموريتانيا بموجب اتفاقية مدريد سنة 1975. وتتساءل المذكرة، لماذا فوتت مدريد منطقة (الصحراء) كانت تصنف بالإقليم الإسباني وليس المستعمرة؟
وتضيف المذكرة أن “مفهوم السيادة في اسبانيا مبهم وغير مقنع، وكما تخلت اسبانيا وقتها عن الصحراء الغربية، يجب أم تقبل الآن برغبة الشعب الكتالي في تقرير مصيره ولا تقف حاجزا أمام رغبته”. وتحلل المذكرة بإسهاب هذا الحادث بل وتنتقل الى موضوع سبتة ومليلية المحتلتين، مشيرة الى تساؤلات حول السيادة الإسبانية عليهما في ظل مطالبة المغرب باستعادتهما.
المغرب والملف الكتالاني
ويوجد أكثر من ربع مليون مغربي في كتالونيا، قرابة 20% يحملون الجنسية الإسبانية ويحق لهم المشاركة والتصويت في استفتاء تقرير المصير يوم 9 نوفمبر المقبل. وطلب المغرب من مواطنيه في هذا الإقليم عدم المشاركة والابتعاد عن مفهوم الاستقلال وذلك بسبب انعكاس هذا الاستفتاء على نزاع الصحراء بما لا يصب في مصلحة الرباط.
وفي الوقت ذاته، فضل المغرب عدم استقبال المسؤولين في حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا لتفادي سوء غهم من مدريد وتأويل ذلك بأنه تشجيع على انفصال كتالونيا.