رفضت الحكومة الإسبانية الترخيص لتظاهرات معادية للإسلام في العاصمة مدريد ومدينة فالنسيا، ويطالب وزير الخارجية منويل مارغايو بضرورة الدفاع والتعريف بالإسلام كديانة ليست عنيفة وسط الرأي العام الغربي. يجري هذا في وقت ترغب فيه حركة متطرفة ألمانية بغيدا نقل نشاطها الى اسبانيا.
وتدفع الأحداث الإرهابية التي وقعت في فرنسا كل الدول الأوروبية الى اتخاذ إجراءات أمنية على المستوى الوطني والتنسيق الأوروبي. واتخذت اسبانيا إجراءات احتياطية رغم غياب معطيات ملموسة حول تهديدات إرهابية تتربص بهذا البلد الأوروبي.
ومقابل الإجراءات الأمنية، تتشدد حكومة مدريد في مواجهة أي عمل يمس مشاعر الجالية المسلمة في هذا البلد الأوروبي ومن شأنه إحداث الفوضى. في هذا الصدد، منعت وزارة الداخلية الترخيص لتظاهرتين كانتا ترغبان في الاحتجاج ضد الإسلام وضد ما تعتبره ارتفاع المسلمين في اسبانيا. وكانت الأولى مبرمجة في مدريد تحت شعار “وقف غزو الإسلام لإسبانيا وأوروبا المسيحية” ومنظمة من “التحالف الوطني”، وهو تنظيم متطرف قومي، والثانية في فالنسيا يوم الجمعة الماضي بشعار “فالنسيا ضد الإسلام”.
وبررت حكومة مدريد منع التظاهرتين استنادا الى بند في الدستور الذي يمنع التظاهر في حالة ما إذا كان سيسبب في المس بالأمن العام. وقالت أوساط حكومة أنه التظاهرتين تستهدفان مواطنين وأجانب مقيمين في اسبانيا “الجالية الإسلامية”، والدولة ملزمة بالدفاع وحماية معتقدات الجميع”.
ولا تشهد اسبانيا حزبا سياسيا متطرفا على شاكلة “الجبهة الوطنية ” في فرنسا أو حزب الحرية في هولندا، وهو ما يجعل مبادرات الهيئات المتطرفة ضد المهاجرين والإسلام لا تأثير لها في الحياة السياسية والاجتماعية الإسبانية.
وتحاول حركات سياسية أوروبية متطرفة مساعدة المتطرفين الإسباني على إنشاء حزب سياسي في إطار عولمة لارفض الأوروبي للمسلمين والإسلام، وآخرها حركة بغيدا الألمانية التي تدعو علانية الى محاربة المسلمين، وأعلنت فتح فرع لها في اسبانيا، وكان أعضاء من هذه الحركة المشاركة في تظاهرتي مدريد وفالنسيا. لكن كل المبادرات فشلت منذ منتصف التسعينات حتى الآن، ولم ينجح المتطرفون في تشكيل حزب قوي بما في ذلك بعد الأحداث الإرهابية الخطيرة التي تعرضت لها مدريد يوم 11 مارس 2004 وخلفت مقتل 191 شخصا.
غي غضون ذلك، ترغب اسبانيا في تقديم وجه إيجابي للإسلام والمسلمين، وقال وزير الخارجية غارسيا منويل مارغايو هذه الأيام بعد زيارة الى الأردن للتعريف ببرنامج اسبانيا في مجلس الأمن بعد توليها عضوية غير دائمة ابتداء من يناير الجاري أنه “يجب الدفاع عن الديانة الإسلامية بأنها غير عنيفة بل ديانة سلام”.