في الوقت الذي تلتزم فيه معظم الأحزاب السياسية الصمت حل استقبال المغرب للدكتاتور بليز كامبوري الذي طردته ثورة سلمية في بوركنا فاسو، يصدر الحزب الاشتراكي الموحد بيانا شديدة اللهجة يعيب فيه على الدولة المغربية استقبال دكتاتور من هذا النوع.
نص البيان:
تلقى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد باستهجان كبير نبأ الإعلان الرسمي في المغرب عن استقبال دكتاتور جمهورية بوركينافاسو الذي أطاح به الشعب البوركينابي الشقيق، عقب ثورة شعبية سلمية شكلت نموذجا للتغيير في القارة الإفريقية التي أنهكتها مخلفات السياسات الاستعمارية وسياسات الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة.
وإذ يشير هذا الاستقبال، الذي يسيء للعمق الإفريقي للمغرب، إلى وجود استراتيجية رسمية للدولة المغربية في فتح الأبواب أمام قادة الأنظمة الشمولية التي تبذل شعوبها تضحيات في الإطاحة بها بدل إحالتهم على القضاء لمواجهة محاكمة عادلة. مثلما هو عليه الأمر في تجارب سابقة لاستقبال حكام ديكتاتوريين تلطخت أيديهم بدماء شعوبهم مثل شاه إيران المخلوع ورئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية الأسبق موبوتو سيسيكو الذي يتحمل مسؤولية تاريخية في قتل الآلاف من أبناء شعبه إضافة لاغتيال باتريس لومومبا أحد رواد النضال الإفريقي ضد الاستعمار الأجنبي وأول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو. كما تتحدث بعض الأوساط عن إمكانية استقبال الدولة المغربية لدكتاتور اليمن المخلوع علي عبد الله صالح في قادم الأيام .
إن المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد إذ يعلن رفضه لاستقبال ديكتاتور بوركينافاسو المخلوع وكل من تلطخت أيديهم بدماء شعوبهم، يرفض أن يصبح المغرب شريكا في جريمة الإفلات من العقاب،مثلما يرفض تحويل المغرب إلى ملاذ آمن لمخلفات أنظمة الفساد والاستبداد التي لفظتها شعوب قدمت تضحيات جسام في سبيل الحرية والكرامة، فإنه يؤكد على أن صداقة الشعوب هي الأساس المتين لبناء عالم خال من التعسف وإهانة كرامة الإنسان وضمان الحقوق والحريات.