هل بدأ الجيش السوداني يخطو خطوات الجيش الجزائري في حماية المتظاهرين المنتفضين ضد فساد الرئيس عمر البشير، وذلك بعدما تدخل وحدة عسكرية لمواجهة قوات الأمن البوليسية التي حاولت تفريق اعتصام أمام قيادة المؤسسة العسكرية في الخرطوم.
وتعيش السودان ربيعا عربيا حيث يطالب الشعب بالديمقراطية ونهاية حكم عمر البشير الذي يعد الأطول بين الدكتاتوريين العرب في الوقت الراهن بعد نهاية حكام من صنف حسني مبارك المصري ومعمر القذافي الليبي وعبد الله صالح اليمني.
ويتظاهر السودانيون منذ شهور بشكل متقطع لكن خلال الأيام الأخيرة بدأوا اعتصاما أمام مقر الرئاسة وانتقلوا الى أمام مقر المؤسسة العسكرية مطالبين قادة الجيش التحلي بالوطنية وإنهاء نظام عمر البشير الذي يعتبرونه فاسدا.
ورفض الجيش التدخل العسكري لمواجهة المتظاهرين وطردهم، لكن الشرطة تتدخل بين الحين والآخر مما يؤدي الى وقوع قتلى كما حدث هذه الأيام. لكن يبقى المستجد الكبير هو محاولة قوات الأمن تفريق المتظاهرين من أمام المؤسسة العسكرية في الخرطوم اليوم الاثنين، فتصدت لها وحدة من الجيش وطردتها، حسبما أوردت الصحافة السودانية اليوم.
وقال الشهود إن الجيش تصدى لقوة كبيرة من الأمن هاجمت مقر الاعتصام وأطلقت القنابل الصوتية والرصاص الحي فضلا عن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، وعمل الجيش على حماية المتظاهرين.
وينتظر ارتفاع أعداد المتظاهرين أمام مقر القيادة العسكرية للضغط على الجيش لإنهاء حكم عمر البشير الذي تسبب في مآسي للبلاد مثل انفصال الجنوب وحرب الشرق وأزمة اقتصادية خانقة.
وإذا أقدم الجيش السوداني على إقالة البشير، فوقتها ستكون المؤسسة العسكرية قد دخلت منعطفا جديدا في العالم العربي، منها حماية الدستور بدل الطغاة الذين ينهبون مال شعوبهم.