وقعت الجزائر وتونس ثلاث اتفاقيات تهم التعاون المالي بين البلدين، وتضمنت الاتفاقيات قرضا ماليا قدمته الجزائر لجارتها لتونس. جاء ذلك خلال زيارة عمل وصداقة قام بها إلى الجزائر رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة. واكد فيها المسؤولون الجزائريون والتونسيون على ضرورة دعم التعاون الثنائي بين البلدين والارتقاء به إلى أعلى المستويات.
وأوضحت وكالة الأنباء الجزائرية أنّ الأمر يتعلق باتفاقية إيداع بين بنك الجزائر والبنك المركزي التونسي بقيمة 100 مليون دولار أمريكي. كما تم التوقيع على بروتوكول مالي يتعلق بمنح قرض للجمهورية التونسية من طرف الجزائر وكذا منح مساعدة مالية غير قابلة للاسترداد وقع عليها كل من وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الخارجية التونسي منجي حامدي.
وعلق رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا الشأن أن “كل خطوة نخطوها مع بعضنا البعض تشكل لبنة إضافية على درب بناء صرح المغرب العربي الكبير الذي هو خيار إستراتيجي في كلا البلدين”.
من جانب آخر، أكد السيد لعمامرة على “وجود مزيد من التقارب بين الشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي”، مشيرا إلى أنه “من جملة الأمور التي يتجسد هذا التقارب من خلالها، تدفق أعداد متزايدة من الجزائريين على تونس في إطار النهضة السياحية في هذا البلد”.
ولم تكشف الوكالة عن قيمتي المساعدة والقرض، إلا أنّ محللين يعتبرون أنّ الاتفاقيات تعدّ دفعة مهمة للاقتصاد التونسي لاسيما أنّ الوضع المالي يتطلب ضخّ سيولة إضافية، وهو ما ترجمته تصريحات العديد من المسؤولين التونسيين في الآونة الأخيرة.
ووصل الأمر برئيس الحكومة مهدي جمعة إلى التنبيه إلى أنّ الدولة باتت تقترض لدفع رواتب الموظفين. وقبل زيارته للجزائر، اتخذ مجلس وزاري قرارات تتضمن خفض رواتب مسؤولي الدولة والحكومة بمقدار 10 بالمائة وكذلك التخلي عن مستحقات إضافية للمسؤولين من ضمنها مصاريف التنقل واستخدام السيارات الحكومية والوقود.
ووفقا لمحللين فهي المرة الأولى التي تتلقى فيها الحكومة التونسية دعما من دولة عربية خلال هذه السنة، حيث لم تسفر جولة سابقة لمهدي جمعة إلى دول الخليج عن شيء.
وخلال زيارته لواشنطن، حصل رئيس الوزراء التونسي على موافقة الولايات المتحدة على ضمان قرض بنصف مليار دولار، كما استبق زيارته للجزائر بزيارة لفرنسا، أعلن خلالها الرئيس فرانسوا هولاند عن إطلاق مؤتمر “أصدقاء الاستثمار في تونس.”
وقالت المصادر إنّ المؤتمر سيتم في سبتمبر وسيشهد مشاركة العديد من رجال الأعمال من أوروبا، حيث ستجمعهم سلسلة لقاءات وحلقات نقاش ودراسة لإطلاق مشاريع إنمائية في تونس التي تعدّ مهد الربيع العربي.