اعتبرت الجزائر أن علاقتها مع المغرب “لا ترقى للمستوى المطلوب” ودعت إلى بناء علاقة هادئة بين البلدين الشقيقين والجارين وإلى وقف “الحملات” السياسية والإعلامية “المفرطة “عليها من المغرب. وفي الوقت ذاته، ألمحت الى ما افترضت عرقلة الرباط لمساعي السلام في دولة مالي. وجاءت هذه التصريحات في وقت يقوم به العاهل المغربي الملك محمد السادس بجولة إفريقية.
و دعا الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية مجيد بوقرة أمس الأربعاء المغرب خلال حديث له إلى التلفزيون الجزائري نقلته وكالة الانباء الجزائرية الرسمية إلى “ضبط النفس” و “التعقل” اثر ما وصفها ب “الحملات “المفرطة” من “احزاب سياسية و وسائل إعلام مغربية ضد الجزائر”.
وكرر بخصوص ملف فتح الحدود مع المغرب خطاب بلاده الرسمي في هذا الشأن، مشددا أنه يتعين تسوية كل المشاكل القائمة على الصعيد الثنائي قبل الانتقال إلى مسألة فتح الحدود”. مبرزا أنه كلما جرى التوجه نحو هذا الأفق إلا وظهرت “مشاكل تعرقل كل الجهود و المبادرات”.
لكن يبقى المثير في تصريحات هذا المسؤول هو اتهامه المغرب ضمنيا بعرقلة مساعي السلام في دولة مالي. ويقول في هذا الصدد هناك أطراف ودول “تحاول عرقلة جهود الجزائر الهادفة الى إرساء السلم و الأمن في مالي. وأن هذه التدخلات صادرة عن بلدان لم تدرج في أجنداتها استتبات الأمن و السلم في المنطقة الحكومة المالية تدرك ذلك”.
الوزير كشف أن الجزائر تشرف على حوار على أرضية مشتركة للحركات المتواجدة في شمال مالي منذ شهر يناير الماضي، ومشيرا الى غياب حركة واحدة تعيش صعوبات وانقسامات وهي “الحركة الوطنية لتحرير الأزواد”.
ومن خلال إشارته الى هذه الحركة، يلمح الى ارتباطها بالمغرب بسبب استقبال الملك محمد السادس لزعيم هذه الحركة بلال أغ الشريف يوم 31 يناير الماضي، وبالتالي يلمح الى عرقلة المغرب لمباحثات السلام في شمال مالي. وكتبت جريدة الخبر الجزائرية في موقعها الرقمي اليوم أن الدولة المعنية هي المغرب.
وتأتي تصريحات هذا المسؤول الجزائر في ظل الجولة الإفريقية التي يقوم بها الملك محمد السادس الى أربعة دول إفريقية وهي مالي وكوت ديفوار وغينيا كوناكري والغابون. وأعربت هيئات سياسية وإعلامية جزائرية عن قلقها من تأثير هذه الزيارة على مصالح ونفوذ الجزائر في غرب القارة الإفريقية.