في مناسبة كعيد الفطر ، كان سيكون لمشاركة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في صلاة العيد، فرصةسياسية لتأكد الجزائريين بأن رئيسهم قد يستطيع جزئيا تدبير امور البلاد والاحتفاظ بمهمته كرئيس للبلاد، غير ان عكس ذلك، حيث لم يشارك بوتفليقة في صلاة العيد الرسمية التي حضرتها الحكومة والسلطات الحاكمة في البلاد، سيعمق الجدل بين الجزائريين حول اهلية الرئيس الصحية في قيادة البلاد، وقد يعيد المشروعية لمطالب تنزيل اليند المتعلق بإعفاء الرئيس بسبب عجزه والإعلان عن انتخابات سابقة لاوانها .
ولم يظهر اليوم بمراسيم صلاة عيد الفطر في الجزائر التي أحيت اليوم أول أيام العيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بينما أقامها أعضاء الحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد المالك سلال، إضافة إلى رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح، وشخصيات حكومية وتمثيلية اخرى وإ سياسيين جزائريين ودبلوماسيين معتمدين في الجزائر يمثلون البلدان الإسلامية.
وحسبما ذكرت وسائل الإعلام الجزائرية فإنه لاول مرة يتغيب فيها رئيس جزائري عن اداء صلاة العيد منذ 51سنة .
وعاد الرئيس بوتفليقة 76 سنة في 16 يوليوز الماضي من رحلة علاج بفرنسا بالمستشفى العسكري الباريسي ” دوغارس” بعد إصابته بجلطة دماغية، و كان انتقل إلى فرنسا في 27 أبريل الماضي وعاد إلى بلاده وهو على كرسي متحرك.
ورافق غياب بوتفليقة عن الجزائر جدل كبير ومحتدم في البلاد، وساد أيضا ترقب وقلق في اوساط القوى الجزائرية المدنية والسياسية والشعبية من مستقبل البلاد في ظل غموض كان قد لف ظروف الرئيس الجزائري أثناء إقامته بفرنسا. و طالبت وقتها احزاب معارضة بإعفاء الرئيس من مهامه بسبب عجزه والدعوة إلى انتخابات مبكرة كما يقضي بذلك الدستور الجزائري .
ولعل غياب الرئيس الجزائري عن تادية صلاة عيد الفطر في الجامع الكبير بالعاصمة مع باقي أفراد الحكومة والسلطة، سينعش من جديد في بلاده الجدل حول الوضع السياسي للرئيس الجزائري ، وستعود أيضا مطالب تتنزيل البند الدستوري المتعلق بإعفاء الرئيس بسبب عجزه عن اداء مهامه والدعوة إلى انتخابات مبكرة، ستعود بقوة في صفوف المعارضة وقوى مدنية وشعبية واسعة.