في ظل التوتر الخطير الذي تعيشه مالي جراء المواجهات القائمة بين حركة الأزواد والحكومة المركزية، ينتقل التوتر الى الدولة المجاورة النيجر التي أعلنت سلطاتها عن اعتقال أربعين معارضا مقربين من رئيس البرلمان حما أمادو اعتقلوا هذا الأسبوع على خلفية إعدادهم لتنفيذ “انقلاب عسكري”. وتتزامن هذه الاعتقالاتا وتوتر حقيقي تعاني منه البلاد وخاصة بسبب إضرابات الطلبة.
وقدم وزير الداخلية النيجري حسومي مسعودو الليسلة معطيات حول هذا الانقلاب المفترض بعدما قال باعتقال الأربعين وهم يتوفرون على زجاجات حارقة “لاستهداف المؤسسات الديمقراطية”.
وتابع الوزير النيجري “اليوم هناك أربعون معتقلا ينتمون جميعا الى مودن”، اي الحركة الديموقراطية النيجرية التي ينتمي اليها رئيس البرلمان حما امادو، وهو عضو سابق في الاكثرية انتقل الى صفوف المعارضة خلال غشت الماضي.
وأكد أن “جميع من اعتقلوا لهم صلات بمحاولة مخطط لها لإشاعة حملة من الرعب تؤدي في رأيهم الى إنقلاب عسكري”، لافتا الى أن “التحقيق مستمر”.
واعتقل هؤلاء في إطار التحقيق في إطلاق نار استهدف منزل نائب قريب من السلطة ليل الاثنين إلى الثلاثاء، فضلا عن هجوم بزجاجة حارقة على مقر الحزب الحاكم الخميس، بحسب الوزير.
وأورد بيان للشرطة أن ثلاثة أشخاص يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار ليل الاثنين الثلاثاء على واجهة منزل محمد بن عمر، النائب الرابع لرئيس البرلمان والعضو في الائتلاف الحاكم. وأصيب ثلاثة أشخاص الخميس في هجوم بزجاجة حارقة استهدف مقر الحزب الحاكم في نيامي. وأوضح وزير الداخلية أن اثنين من المشتبه بتنفيذهم هجوم الخميس اعتقلا و”تجري ملاحقة اثنين آخرين”.
وتبقى معطيات السلطات مثيرة للغاية، إذ لا يتعلق الأمر بانقلاب حقيقي بل بمناوشات، لاسيما وأنه لم يتم اعتقال ضباط كبار بل نشطاء سياسيين. وتتزامن هذه الاعتقالات والتوتر الذي تعيشه البلاد منذ اسابيع بسبب إضراب طلبة الجامعات وبسبب تظاهرات الساكنة لأسباب سياسية واجتماعية.
وتحدث هذه التطورات السياسية لتزيد من التوتر القائم في منطقة الساحل جراء ما يجري في مالي من مواجهة بين الدولة وأنصار تقرير المصير في الأزواد علاوة على تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.