تراجع الإرهاب الديني نسبيا وحل محله إرهاب لا يقل خطرا وفتكا بامن البلاد يتعلق الأمر بظاهرة التشرميل أو “الإرهاب الاجتماعي” الذي دفع الملك محمد السادس الى التدخل شخصيا لمطالبة السلطات الأمنية بالتعامل بحزم حقيقي مع الظاهرة تفاديا لتعاظمها وتجنبا لتداعياتها التي توحي بانعدام الأمن وتمتد لتمس بشكل واضح بصورة المغرب الخارجية.
وقفز مصطلح التشرميل الى الواجهة السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، وأصبح عنوانا للتردي الحاصل في المجتمع. وإذا كان المشارقة قد اخترعوا “البلطجة” وهي التي ارتبطت بأحداث سياسية مع الربيع العربي وبالضبط إبان الثورة المصرية، فالمغرب صنع ماركته الخاصة من هذه الظاهرة وتجلت في مصطلح التشرميل ولكن في شقه الاجتماعي قبل الانتقال الى الواجهة السياسية وواجهات أخرى.
وسجل “التشرميل” حضوره في الساحة المغربية عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، حيث أن الجرائم المرتبكة باسم “التشرميل” تبقى دون الضجة الإعلامية، لكن الحضور الإعلامي والانتشار القوي في شبكات مثل الفايسبوك يرشحها للتحول الى ظاهرة خطيرة في ظل ارتفاع اليأس لدى الشباب ومظاهر العنف والرفض السياسي والاجتماعي أساسا.
ومما أعطى للظاهرة بعدا قويا واهتمت بها وسائل الاعلام الغربية ومنها الإسبانية والفرنسية ولم تتردد في الإبقاء على مصطلح “تشرميل” دون ترجمته هو تدخل العاهل المغربي الملك محمد السادس شخصيا لمطالبة وزارة الداخلية بوضع حد للظاهرة واحتواها قبل انفلاتها من السطيرة.
وقد تجندت للغرض المخابرات المدنية وجهاز الاستعلامات علاوة على الشرطة. ويؤكد مصدر أمني أنه “لم يسبق أن كانت هناك حالة استنفار بعد تفجيرات 16 مايو الإرهابية مثلما يعيشه المغرب حاليا مع ظاهرة التشرميل “، ويضيف “لا نبالغ، ولكن نعيش إرهابا منخفضا متمثلا في التشرميل لأن الظاهرة عندما تتجاوز مفاهيم الإجرام العادي وتصبح مصدرا للترويع وتنتقل الى ما هو سياسي تدخل في خانة إرهاب المجتمع”.