أقال برلمان البيرو الرئيس مارتن بيسكارا وهو سادس رئيس للبلاد على التوالي يتم طرده من المنصب وإحالته إلى القضاء بسبب الفساد، حيث أصبحت لعنة الفساد تلاحق الطبقة السياسية سواء الحاكمة أو المعارضة، وهي من مميزات المشهد السياسي في منطقة أمريكا اللاتينة.
وصوت البرلمان مساء الإثنين من الأسبوع الجاري على إقالة الرئيس بـ105 أصوات بينما عارض القرار فقط 19 نائبا، وبهذا يفقد الرئيس المقال الحصانة وقد يصبح عرضة للمحاكمة وللاعتقال. واتهم البرلمان وكذلك القضاء رئيس البلاد المقال بالفساد الإداري والمالي عندما كان حاكما في منطقة موكيغوا ما بين سنتي 2013 و2014. ولم يصل الرئيس المقال إلى رئاسة البلاد عبر انتخابات رئاسية بل عبر تعويض الرئيس بيدرو بابلو كوزنسكي سنة 2018 الذي أقاله البرلمان بتهمة الفساد.
وتأتي الإقالة الجديدة في سياق حساس للغاية، إذ ستشهد البيرو انتخابات رئاسية خلال أبريل/نيسان المقبل، ونقلت جريدة لارسون البيروفية مطالب الطبقة السياسية بالحفاظ على تاريخ الانتخابات الرئاسية في وقته بدون تأجيل حتى لا يتم تأويل الإقالة بأنها عملية انقلاب بيضاء. بينما كتبت جريدة لاريبوبليكا أن البلاد شهدت انقلابا. ويؤدي السياسي مانويل ميرينو القسم اليوم ليصبح رئيسا مؤقتا للبلاد، لكن الصحافة وبنوع من السخرية تتساءل: “كم سيدوم في المنصب قبل عزله ومحاكمته بالفساد؟”.
وتشهد دول أمريكا اللاتينية ظاهرة محاكمة الرؤساء بسبب الفساد سواء من اليمين أو من اليسار، حيث لا يتسامح الجهاز القضائي مع الفساد. وتبقى البيرو حالة خاصة للغاية، إذ يعتبر الرئيس المقال هذا الإثنين هو السادس على التوالي الذي يتعرض للإقالة في انتظار المحاكمة وربما السجن.
وخلال العشرين سنة الأخيرة، تعرض رؤساء إلى المحاكمة أو الاعتقال بتهمة الفساد وهم الرئيس ألبيرتو فوجيموري ثم أليخاندرو توليدو الذي فر إلى الولايات المتحدة واعتقل هناك، ولاحقا الرئيس آلان غارسيا الذي انتحر خلال أبريل/نيسان 2019 قبل اعتقاله وبابلو كوزنسكي وآخرهم مارتين بيسكارا المقال الإثنين. وجرى اعتقال ومحاكمة أغلب هؤلاء الرؤساء بسبب رشى وعمولات تلقوها من شركة أودبريشت البرازيلية المتخصصة في البناء والبنيات التحتية التي قامت بإرشاء عدد من رؤساء ووزراء ومسؤولي الدول في المنطقة.