احتضنت العاصمة مدريد أعمال ما يعرف باسم “الندوة 40 للتضامن مع الشعب الصحراوي” يومي الجمعة والسبت 13 و14 نوفمبر الجاري في العاصمة مدريد. وتستفيد جبهة البوليساريو من عامل جديد في النزاع وهو ارتفاع عدد الشباب الصحراويين الموالين لتقرير المصير في القارة الأوروبية الذين يتحركون بشكل ملفت مقابل تحرك ضعيف للمغاربة ومنهم الصحراويين الوحدويين.
وتنظم الجمعيات المتضامنة مع البوليساريو سنويا ندوة أوروبية مبرى تجري في بلد أوروبي معين على شاكلة ما احتضنته مدريد، وتهدف الى التعريف بهذا الملف من وجهة نظر تقرير المصير. كما تعمل على تطوير آليات الضغط على المغرب عبر إنشاء لوبيات جديدة وتعزيز المتواجدة للتحرك في مختلف الدول الأوروبية والبرلمان الأوروبي.
وحتى الأمس القريب، كان معظم الناشطين من الدول الأوروبية بدعم قوي من تمثيليات البوليساريو ودبلوماسية الجزائر، لكن الأمر تطور نتيجة عامل جديد وهو ارتفاع نسبة الصحراويين الموالين لتقرير المصير في أوروبا.
وكانت نسبة الصحراويين ضعيفة للغاية في أوروبا، وتجمع أغلبهم في اسبانيا، لكن تدريجيا بدأوا ينتقلون الى دول مثل فرنسا وبريطانيا والسويد والنروج.
ولا توجد معطيات دقيقة حول المهاجرين الصحراويين من أنصار تقرير المصير في أوروبا بمن فيهم الذين يحملون جوازات سفر مغربية ويدافعون عن جبهة البوليساريو. لكن تقديرات تشير الى حوالي عشرة آلاف صحراوي في القارة الأوروبية.
وتحول جزء من هؤلاء الى الركيزة الرئيسية في الاستراتيجية الجديدة لجبهة البوليساريو للدفاع عن استفتاء تقرير المصير. وخلال مدة معينة، استطاعوا تطوير التعاطف الحاصل مع تقرير المصير عبر التغلغل الى مختلف الجمعيات غير الحكومية والهيئات النقابية والسياسية وخاصة اليسارية منها.
وعلاوة على الدعم الكلاسيكي للجزائر، هذا الحضور المتنامي لصحراويي تقرير المصير هو الذي يفسر بشكل القفزة النوعية في الأنشطة على مستوى برلمانات أوروبا ومراكز التفكير الاستراتيجي وأساسا الجامعات وبالتالي المشاكل التي يعاني منها المغرب خلال السنوات الأخيرة.
ولا يقابل هذا التطور من طرف أنصار تقرير المصير تطور في عمل الصحراويين الوحدويين بل ومجموع الجالية المغربية. فخلال الأسبوع الجاري شهدت أوروبا قرابة عشرة أنشطة في السويد وإيطاليا وبريطانيا واسبانيا، بينما يغيب النشاط المدافع عن الطرح المغربي. وتسجل أوروبا سنويا أكثر من أربعين نشاطا للبوليساريو مقابل غياب مغاربة، حيث لا يجد من يريد التحرك الدعم الكافي من الدولة المغربية.
وهذا الغياب، يثير الكثير من الجدل حاليا نظرا لتوفر المغرب على ما يفوق ثلاثة ملايين ونصف مليون في مجموع دول الاتحاد الأوروبي، بينما موقفه من الصحراء يشهد تراجعا ملفتا للنظر وسط أوروبا.