تعهدت دولة بنما دراسة إعادة النظر في العلاقات مع جبهة البوليساريو نحو احتمال إلغاء تعليق الاعتراف بما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”. وهذا الموقف يعتبر مفاجئا للغاية بحكم أن بنما اقتربت من المغرب كثيرا خلال الشهور الأخيرة.
وكانت دولة بنما قد اعترفت بالبوليساريو دولة في أواخر السبعينات وقامت بتعليق الاعتراف في بيان لها يوم 20 نوفمبر 2013، وجاء في البيان وقتها “الدولة البنمية دعمت بشكل مستمر الشعب الصحراوي في رغبته في تأسيس دولة مستقلة تماشيا مع احترام مبادئ السيادة والوحدة الترابية… ومع مرور الزمن وتماشيا مع مبادئ القانون الدولي لكي تتمكن مجموعة بشرية من إنشاء دولة مستقلة، ويعترف بها المنتظم الدولي، يحب أن تتوفر فيها العناصر الأساسية للتواجد مثل الأرض والساكنة والحكومة والاستقلال. وتعتبر حكومة بنما أن هذه العناصر لم يتم تعزيزها بعد إنشاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية…نتيجة هذا الوضع، وتماشيا مع مبادئ القانون الدولي وممارسة لحقها السيادي، تقرر دولة بنما تعليق العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
ومباشرة بعد هذا التعليق، جرى تقارب متين بين المغرب وبنما، حتى أن الأخيرة أعلنت فتح سفارة لها في الرباط. واعتبر المغرب قرار بنما خطوة مشجعة ومقدمة لاستعادة فضاء أمريكا اللاتينية التي تعتبر مسرحا هاما للصراع بينه وبين جبهة البوليساريو المدعمة من طرف الجزائر.
في غضون ذلك، تسجل هذه الأيام مفاجأة في الملف وهو استقبال نائبة الرئيس ووزيرة الخارجية إزابيل دي سانت مارو ألفارادو يوم 17 ديسمبر الجاري المكلف بالدبلوماسية في جبهة البوليساريو، وطلبت جبهة البوليساريو من بنما استئناف العلاقات، وتعهدت الوزارة، وفق الأخبار في موقعها الرقمي، دراسة الطلب.
وهذا الاستقبال الرسمي يتناقض وموقف بنما الذي اتخذته السنة الماضية بتعليق العلاقات مع جبهة البوليساريو والانفتاح أكثر على المغرب.
ومن ضمن المعطيات التي يوظفها البوليساريو في خطابه الجديد في العالم ومنها بنما هو فض المغرب الاستمرار في التعامل مع الأمم المتحدة ورغبته في فرض شروطه على المبعوث الخاص للأمين العام في النزاع كريستوفر روس.