بدأت جبهة البوليساريو تراهن بشكل كبير على أشرطة وثائقية للتعريف بموقفها من نزاع الصحراء المغربية، حيث جرى مؤخرا فقط إنتاج خمسة اشرطة في هذا الصدد واحد منها في تونس، وذها يحدث لأول مرة. وتجري هذه التطورات في وقت لا يتوفر فيه المغرب على استراتيجية رغم وجود مركز سينمائي.
وتنهج البوليساريو والهيئات المتعاطفة معها استراتيجية الأفلام الوثائقية بسبب سهولة عرضها في الملتقيات السياسية والفنية وكذلك لسهولة ترويجها في المواقع التي تقدمها شبكة الإنترنت وعلى رأسها شبكة يوتوب.
وكان المغرب قد أدرك خطورة هذا السلاح بعدما أقدم خابيير بارديم، الممثل الإسباني الحائزة على الأوسكار على إنتاج فيلم باسم “أبناء الغيوم” منذ سنتين يعالج فيه نزاع الصحراء، وكان المغرب قد ارتنكب خطئا فادحا لرفضه تعيين شخصية سياسية مغربية لشرح الموقف المغربي من النزاع. وكان السفير المغربي السابق في الأمم المتحدة، محمد لوشيكي قد قال لقناة سي إن إن أن بارديم اتصل بالسفير المغربي وقتها، أحمد ولد سويلم على هاتفه الإسباني وليس المغربي.
وخلال المدة الأخيرة، أخرجت البريطانية لويس أورتون فيلما وثائقيا باسم “عائلات متفرقة” عن الصراع لا يصب في مصلحة المغرب، وقد بدأ عرضه خلال الشهور الماضية وعرضته قناة الجزيرة.
ونزل الى القاعات السينمائية فيلم “العودة الى الصحراء” لباكو ميلان يحكي بعض الفصول الهامة عن الصحراء بشكل يبرز ويمجد البوليساريو. وتعتبر اسبانيا الدولة التي أنتجت أكبر عدد من الأفلام حول الصحراء وأحيانا بتمويل رسمي.
وفي إيطاليا، يجري ومنذ مارس الماضي تداول شريط “أخبرك أنني حية” للمخرجة سيمونا زوكولا الذي يركز على وضع المرأة في مدن الصحراء مثل العيون واسمارة والداخلة، ويقدمها وكأنها “تحت الاستعمار”.
كما أنتج صحفيون في البرازيل فيلمنا بعنوان “الصحراء أرض قالحة” يعالج انطلاقا من زاوية البوليساريو النزاع. وهذا الفيلم يجري تقديمه في وقت شهد البرلمان البرازيلي من خلال لجنة الخارجية وحقوق الإنسان جلسة لمعالجة النزاع، ودائما انطلاقا من زاوية تقرير المصير.
ولعل المقلق هو انخراط التونسيين في حملات لصالح البوليساريو سينمائيا. في هذا الصدد أخرج المخرج أكرم منتصر فيلم “الطيور المهاجرة” حول نزاع الصحراء، يقدم النزاع بأنه قضية استعمارية تتطلب إاقمة دولة في الصحراء ويصف المغرب بالدولة الاستعمارية.
وإذا كانت الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية بمثابة فضاء ضعب على المغرب لأن البوليساريو سبق للعمل هناك منذ سنوات طويلة، فالمقلق وسط الإدارة المغربية هو تسرب البوليساريو الى دولتين، مصر وتونس، ويبقى مثال تونس حيا من خلال هذا الفيلم وتجمعات حقوقية بدأت تؤيد البوليساريو.
وتركز أفلام البوليساريو على خطابات متعددة لكل دولة أو منطقة، وإذا كان القاسم الذي يجمعها هو الدفاع عن تقرير المصير وتقديم المغرب دولة استعمارية، إلا أن هذه الأفلام تراعي الاختلاف بين جمهوري أمريكا اللاتينية عن أوروبا وعن العالم العربي.
في المقابل، أنجز المغرب فيلما واحدا، وفق البحث في يوتوب، باسم “البوليساريو: هوية جبهة” لمخرجه حسن ابلهروتي عرض مؤخرا في وكالة المغرب العربي للأنباء وفي الاتحاد الأوروبي، لكنه لا يوجد في موقع يوتوب كاملا باستثناء دقيقتين. ويعد مخرجا فرنسيا فيلما حول الصحراء، ويبحث الآن عن الوثائق في الرباط لكتابة السيناريو.