أنشأ البنتاغون وحدة جديدة من الطائرات المروحية الحربية لتعزيز حراسة مضيق جبل طارق وتأمين الملاحة، ويتزامن القرار مع ارتفاع النشاط العسكري الصيني والروسي في المنطقة علاوة على الحرب الأوكرانية.
ومنذ بدء اهتمام روسيا والصين بمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط وإجراء مناورات مشتركة سنة 2015، بدأت الدول الأوروبية والولايات المتحدة تبدي قلقا كبيرا من هذا التطور، وترتب عنه رفع الغرب من المناورات العسكرية وكذلك اقتناء معدات عسكرية متطورة. وكان البنتاغون قد تعهد سنة 2017 بالرفع من تواجده في قاعدة روتا الإسبانية-الأمريكية المشتركة عند المدخل الغربي لمضيق جبل طارق. وعلاوة على تواجد قوات أمريكية في روتا، فهي تضم نظام حرب النجوم أو الذرع الصاروخي لاعتراض الصواريخ التي قد توجه الى الغرب من طرف دول لديها القوة الصاروخية مثل روسيا والصين.
ومنذ احتضان قاعدة روتا هذا النظام تحافظ روسيا على وجود سفن حربية أو غواصات بالقرب من مضيق جبل طارق بشكل دوري لاسيما إبان الأزمات. وهذا المستجد، هو الذي دفع الحلف الأطلسي الى الرفع من المناورات الحربية وآخرها مناورات بولاريس 21 نهاية نوفمبر الماضي حول تأمين الملاحة، ثم المناورات التي تجريها البحرية الإسبانية رفقة عدد من الدول في مضيق جبل طارق وبدأت الأسبوع الماضي وستنتهي الجمعة المقبلة. وتجري هذه المناورات وفق سيناريو قيام دولة ما بتهديد الملاحة البحرية في غرب البحر المتوسط وتهديد إمدادات الطاقة.
وفي إطار تعزيز تواجده العسكري تحسبا لهذه التطورات، أقدم البنتاغون على نشر سرب قار من المروحيات المقاتلة المختصة في الحروب البحرية وهي الوحدة المعروفة ب HSM-79 في قاعدة روتا الإسبانية نهاية الأسبوع الماضي، وذلك بحضور مسؤولين عسكريين كبار منهم قائد القوات الجوية-البحرية للأطلسي الأدميرال جون ميير وكذلك بريت إيلكو القائد المشرف على وحدات HSM-79.
وتتولى القوة الجوية الجديدة، التي تعتمد الطائرات المروحية سيكورسكي اعتراض الغواصات والسفن الحربية وتتبعها لتأمين الملاحة في مضيق جبل طارق. وأصبحت قوة قارة وليس مؤقتة، وهذا يعني ارتفاع المخاطر في المنطقة جراء تطورات الحرب الروسية ضد أوكرانيا وإعادة انتشار روسيا والصين عسكريا في العالم.
ويعد مضيق جبل طارق ممرا بحريا حيويا للغرب سواء للتجارة أو ما هو عسكري. ويتمتع بحماية مرتفعة من طرف إسبانيا وبريطانيا في جبل طارق والمغرب ثم قاعدة روتا التي تضم قوات أمريكية. ورغم كل هذا، يقدم البنتاغون بين الحين والآخر على الرفع من مستوى القوة العسكرية الخاصة بهذا المضيق تماشيا مع ارتفاع المخاطر.