صادق البرلمان الإسباني على توصية تطالب حكومة مدريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على غرار دول أخرى مثل السويد، وتعهدت الحكومة بدراسة القرار مؤكدة على ضرورة تعايش دولة فلسطينية وإسرائيلية في المنطقة.
وصادق البرلمان بالإجماع مساء الثلاثاء بالإجماع على التوصية التي تقدم بها الحزب الاشتراكي المعارض، وتولت وزيرة الخارجية السابقة ترينيداد خمينيث (نائبة عن الحزب الاشتراكي) الدفاع عنه أمام باقي الفرق البرلمانية والحكومة. وحضر دبلوماسيو عدد من الدول العربية النقاش وكان من ضمن الحاضرين السفير الفلسطيني في مدريد.
ورغم تأييد الحزب الشعبي المحافظ والحاكم للتوصية البرلمانية، إلا أنه رفض خلال المفاوضات تحديد تاريخ للاعتراف ووضع بعض الشروط. وكانت الأحزاب اليسارية تريد تحديد تاريخ للإعتراف في أقرب وقت. ويقول النص “هذا الاعتراف يجب أن يكون نتاج التفاوض بين الأطراف المعنية ويضمن السلام والأمن للطرفين واحترام حقوق الإنسان والاستقرار الإقليمي”.
وتفيد مصادر مقربة من دبلوماسية مدريد لجريدة القدس العربي أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هي مسألة وقت فقط في أفق تحقيق الإجماع الأوروبي بين مختلف الحكومات حول هذا الملف الشائك تاريخيا.
وباستثناء السويد التي بادرت الى الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، فالدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي ترغب في تنسيق الخطوات، والبداية مع البرلمانات التي ترفع توصيات للحكومات تحث على الاعتراف.
وتزامن التصويت مع العملية المسلحة التي نفذها فلسطينيان ضد كنيس إسرائيلي في القدس يومه الثلاثاء، وحضر الحادث بقوة في النقاشات ولكن أجمع الكل على تفادي تأثيرها على التصويت بل وأن أعمالا مسلحة مثل هذه يجب أن تدفع تحو التفكير في قيام الدولة الفلسطينية.
وذهبت جريدة الباييس الواسعة الانتشار في هذا الاتجاه من خلال افتتاحية بعنوان “خطوة دالة” بالتأكيد على ضرورة اعتبار الاعتراف بالدولة الفلسطينية عمل ضروري وغير موجه ضد أي طرف بل لدعم السلام.
وكان وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس قد دعا في مقال له أول أمس الثلاثاء في جريدة الباييس بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية لأن هذه الخطوة قادرة على تحريك حالة الجمود الحالية التي وصفها بالخطيرة في القضية الفلسطينية. وعمل موراتينوس في الماضي مبعوثا للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، ويعتبر من أبرز الأصوات الأوروبية التي تدافع عن القضية الفلسطينية.
ويعتبر المجتمع الإسباني من المجتمعات الأوروبية الأكثر دفاعا عن القضية الفلسطينية في أوروبا ومجموع الغرب، ولم يتأثر هذا الدعم بظهور تيارات يمينية محافظة منحازة لإسرائيل. ويتجلى الدعم في التظاهرات للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية وفي اللقاءات الفنية التي تدعم القضية الفلسطينية.