اعتقال الفرنسي الذي اعتدى على الجندي في باريس
ألف بوست/القدس العربي –
اعتقلت الشرطة الفرنسية شخصا فرنسيا يعتقد أنه متطرف اسلامي بتهمة تنفيذ اعتداء على جندي فرنسي في باريس خلال الأيام الماضية، ويأتي هذا الاعتقال ليؤكد أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأروبية تستعد لما يعرف بالموجة الثانية من مكافحة الإرهاب، وتعترف بأنها صعبة للغاية. وتأتي هذه التطورات بعدما جرى الاعتقاد أن الربيع العربي ساعد على تراجع الإرهاب المرتبط بالدين.
وكان جندي فرنسي قد تعرض لاعتداء يوم السبت الماضي بالسكين عندما كان في دورية ضمن مخطط أمني لمواجهة الإرهاب، ولم تتردد وزارة الدفاع في اليوم نفسه بالتأكيد على العامل الديني وراء الاعتداء بالتركيز على الإرهاب، وبدوره أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند أنه كل الفرضيات مفتوحة.
ويأتي اعتقال شاب فرنسي اسمه ألكسندر اليوم الأربعاء وبالغ من العمر 22 سنة واعتنق الإسلام خلال السنوات الأخيرة ليبرز الدافع الديني وراء الاعتداء، وليزيد من فرضية ما يعرف الذئب الوحيد، حيث وقع اعتداء مماثل الأربعاء من الأسبوع الماضي في العاصمة لندن ضد جندي بريطاني لقي مصرعه على يد شابين من اصل نيجيري اعتنقا الإسلام.
وتبرز مختلف وسائل الاعلام الأوروبية مثل الإيطالية والإسبانية وليس فقط الفرنسية والبريطانية، حيث جرى تسجيل الحادثين، أن مخاطر الموجة الثانية من الإرهاب بدأت تلقي ظلالها على أوروبا. في هذا الصدد، حذّر رئيس المحكمة الوطنية في اسبانيا، القاضي فيرناندو غراندي مرلاسكا ، وهي محكمة متخصصة في الإرهاب أن عدوى إرهاب “الذئب الوحيد” تهدد الدول الأوروبية وقد تنتقل هذه العدوى الى هذه الدول. وطالب الأجهزة الأمنية بضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية السريعة لمواجهة أي طارئ.
وبعدما كان الفرنسي محمد مراح قد نفذ اعتداءات تولوز السنة الماضية في فرنسا وأدت الى مقتل سبعة أشخاص، ظهر مفهوم “الذئب الوحيد” الذي ينفذ عمليات إرهابية لوحده. ووقتها انقسم الخبراء بين طرف يرى أن هذه الحالة استثنائية وأن الإرهاب قد تراجع بسبب عوامل أهمها الربيع العربي، وطرف يؤكد أن حالة محمد مراح مقدمة لموجة جديدة من الإرهاب، أو ما يسمى الموجة الثانية التي تعتمد على شخص وحيد وليس جماعة من الناحية العملية والتقنية.
ويؤكد خبراء مكافحة الإرهاب أن هذه الموجة الثانية خطيرة للغاية لأنها تتطلب تقنيات جديدة في مكافحة الإرهاب عكس الموجة الأولى التي كان يتم فيها تفكيك مجموعات إرهابية وكانت العملية سهلة بتتبع مجموعة من المشتبه فيهم. لكن الموجة الثانية تتطلب ضرورة تخصيص وقت طويل لمتابعة كل شخص يتشبه في تطرفه والتأقلم مع هذه التطورات. ونظرا لارتفاع التدين في صفوف الشباب المسلم في أوروبا، وصعوبة التفريق بين التدين المفرط والتطرف، فالأجهزة الاستخباراتية تجد نفسها في مفترق الطرق.