تحاول الإمارات العربية لعب دور في السيطرة على الربيع العربي، حيث أقدمت على تأسيس ما يعرف باسم “مجلس حكماء المسلمين” لمواجهة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزعامة يوسف القرضاوي، ويتعرض الإطار الجديد للنقد اللاذع في شبكات التواصل لاسيما وأنه لم يعرب عن أي موقف تضامني مع غزة. وينأى المغرب الرسمي بنفسه عن هذا المجلس الجديد بسبب اختلاط السياسية بالدين.
وفي إطار الصراع القائم حول توظيف الدين الإسلامي في السياسة في القضايا العربية الراهنة وخاصة الدور الذي ترغب الإمارات العربية القيام به، بادرت هذه الدولة الخليجية بتأسيس ورعاية “مجلس حكماء المسلمين” الذي تأسس منذ أيام قليلة في أبو ظبي برئاسة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد وجرى اختيار رئيسا شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، والشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة علاوة على عدد من علماء المسلمين الذين يصفون أنفسهم بالمعتدلين.
ويسود إجماع كبير على أن هذا المجلس جاء لمواجهة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزعامة يوسف القرضاوي، كما جاء بعد حملة قوية شنتها البحرين والإمارات العربية والشعودسة على الاتحاد العالمي. ومن ضمن الأصوات التي ارتفعت في المغرب، موقف الزمزمي الذي اعتبر أن الإطار الجديد مشبوه ويأتي للرد على الاتحاد العالمي. وكتبت جريدة الشروق الجزائرية أن المجلس جاءت تسميته على شاكلة “بروتوكولات حكماء صهيون”.
ويرى رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الإطار الجديد هو شكل ديني جديد لخلافات السياسة العربية حاليا في ظل المنافسة القائمة بين محور “مصر ـ السعودية ـ الإمارات”، في مواجهة “تركيا ـ قطر ـ إيران”، وإنه جاء كرد على اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر، والذي يعد أكبر منظري جماعة الأخوان المسلمين في العالم.
وتوجد عدد من الأسماء الرسمية في المجلس الجديد من مختلف الدول العربية وخاصة مصر التي تشارك بمفتيها وشيخ الأزهر، بينما تغيب أسماء رسمية من المغرب مؤقتا.
وقد يعود غياب المغرب رغم العلاقات المتينة التي تجمعه بالإمارات العربية الى موقف الرباط من تفادي توظيف الدين سياسيا، فالرأي السائد هو أن المجلس الجديد يهدف الى مواجهات المطالبة بالحريات السياسية والديمقراطية في العالم العربي. وقد أعلن المغرب من اسابيع قليلة عن قرار عدم الخلط بين الدين والسياسة وخاصة لرجال الدين.