رفضت نسبة عالية من الإسبان لجوء الملك الأب خوان كارلوس الى الإمارات العربية في أعقاب انفجار ملف الفساد المالي المتورط فيه. وتعتقد في محاولة حماية نفسه من الملاحقات القضائية مستقبلا أكثر من تقديم خدمة الى المؤسسة الملكية في البلاد.
ونشرت جريدة البايس يوم الأحد استطلاع رأي حول الموضوع، حيث أكد 41% من الإسبان أنه كان يجب على الملك الأب البقاء في إسبانيا بدل اللجوء الى الخارج، ورأى 8% ضرورة بقائه في دولة أوروبية بدل اللجوء الى دولة غير أوروبية، بينما قرابة 20% تعتبر ضرورة بقائه للعيش في القصر الملكي في مدريد.
وفي تقييم لعملية لجوئه إلى الإمارات العربية، يعتقد 34% من الإسبان أنه يهدف الى حماية المؤسسة الملكية وحماية الملك فيليبي السادس من تطورات ملفه، في المقابل يفسر قرابة 55% من الإسبان اللجوء الى أبو ظبي بحماية نفسه من أي ملاحقة قضائية دولية مستقبلا، بعد تقدم التحقيق في تورطه في عمولات مالية ضخمة مصدرها السعودية، وبالضبط في ملف رشاوى صفقة القطارات السريعة من مكة الى المدينة التي فازت بها شركات إسبانية.
وحول تأثير هذه الفضائح على المؤسسة الملكية ورؤية الإسبان بشأن استمراريتها أو رغبتهم في استمرارها، يرى قرابة 42% من الإسبان أنهم يتمنون زوالها في سنوات قليلة مقابل 30% يتمنون بقاءها طويلا، بينما 20% يتمنون بقاءها لمدة معقولة.
وعلاقة بما يسميه الإسبان عملية الهروب الكبيرة نحو الإمارات، يرى المهتمون بالشأن الإسباني أن لجوء الملك الأب خوان كارلوس إلى دولة غير ديمقراطية ومعروفة بالفساد المالي والسياسي والتورط في النزاعات، أعطى صورة توحي ببحثه عن الحماية والتهرب من الملاحقة القضائية في ملفات تورطه في الفساد المالي.
وحصلت “القدس العربي” على معلومات من مصادر سياسية رفيعة في إسبانيا، بأن لجوء الملك خوان كارلوس إلى الإمارات جاء بعدما هدد القضاء السويسري بمذكرة اعتقال في حقه إذا لم يمثل أمامه أو تأخر القضاء الإسباني في التحقيق معه، إذ لم يعد يتمتع بالحصانة الدولية التي كانت له عندما كان يعتلي العرش.
ويتجلى السبب الثاني في حصوله على تعهد من أبو ظبي بعدم تسليمه الى إسبانيا وسويسرا في حالة استدعائه أو إصدار مذكرة اعتقال. وكان القضاء السويسري هو أول من فتح التحقيق ضد الملك خوان كارلوس بعدما استعمل بنكا سويسريا في تبييض الأموال نحو بنما.
وكان القصر الملكي الإسباني قد أعلن يوم غشت الجاري مغادرة الملك الأب خوان كارلوس البلاد الى وجهة ما، وجرى الحديث في البدء عن جمهورية الدومينيكان، ولاحقا تبين أنه التحق بإمارة أبو ظبي.