أعلنت رئيسة حكومة الأندلس سوزانا دياث يومه الأحد 25 يناير عن انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في إقليم الأندلس بعدما انهار التحالف مع اليسار الموحد ومن ضمن أسبابه ملف الصحراء المغربية والخوف من الوافد الجديد حزب بوديموس. وتعتبر الأندلس حكومة الحكم الذاتي الأكثر أهمية للمغرب بسبب ملفات شائكة مثل الصيد البحري والصادرات الزراعية والصحراء.
ويحكم في الأندلس الائتلاف المكون من الحزب الاشتراكي واليسار الموحد منذ ثلاث سنوات تقريبا، ووقعت بين الطرفين تشنجات في الشهور الأخيرة بسبب الاختلاف حول عدد من الملفات، الأمر الذي دفع برئيسة الأندلس الى الدعوة الى انتخابات مبكرة.
ومن ضمن هذه الأسباب الاختلاف في معالجة ملفات الفساد، إذ يطالب اليسار الموحد بضرورة تعاون حكومة الأندلس مع القضاء في ملفات شائكة تعتبر من أكبر عمليات الفساد التي قاربت 900 مليون يورو، حيث تتم متابعة عشرات المسؤولين ومن ضمنهم رئيسي حكومتي الأندلس السابقين، مانويل تشافيس الذي يعتبر من أصدقاء المغرب وكذلك غرينيان.
في الوقت ذاته، يتخوف الحزب الاشتراكي من تسونامي حزب بوديموس الحديث العهد والذي يتصدر استطلاعات الرأي في اسبانيا وتزداد شعبيته مع فوز نظيره اليوناني سيريزا في انتخابات الأحد 25 يناير. وتريد رئيسة حكومة الأندلس إجراء انتخابات مبكرة قبل أن يهيكل هذا الحزب نفسه ويفوز في الانتخابات ويقصي الحزب الشعبي.
وتعتبر حكومة الأندلس أهم حكومة إقليمية للمغرب رفقة كتالونيا، وفي بعض الأحيان يوجد توتر بين المغرب والأندلس بسبب الصيد البحري ومنافسة صادرات المغرب الزراعية للإسبانية نحو للاتحاد الأوروبي، وكذلك ملف الصحراء، حيث توجد شريحة كبيرة من الأندلسيين تؤيد البوليساريو.
ومن ضمن بوادر التوتر في حكومة الأندلس حاليا، قرار نائب رئيسة الأندلس، دييغو فالديراس زيارة مخيمات تندوف، بنيما عارضت سوزانا دياث السفر، اعتبرت أن ذلك قد يؤثر سلبا على العلاقا مع المغرب لاسيما وأن الملك محمد السادس استقبلها خلال سبتمبر الماضي في مدينة تطوان. وكان برلمان الأندلس قد نظم خلال أكتوبر 2001 استفتاء تقرير المصير رمزيا لصالح البوليساريو، وكان من أسباب سحب السفير المغربي وقتها عبد السلام بركة.
ومنذ إرساء الحكم الذاتي في اسبانيا، يحكم في الأندلس منذ 35 سنة، الحزب الاشتراكي بدون انقطاع، ونجح في إرساء أسس سياسة حوار مع المغرب خاصة في عهد مانويل تشافيس الذي ترأس الأندلس ما بين سنتي 1990 الى 2009.
وفي أعقاب هذه الانتخابات، قد يجد المغرب أمامه حكومة مختلفة في الأندلس، وهي المكونة من اليسار الموحدة وحزب بوديموس لأن فوز الحزب الاشتراكي صعب للغاية في الانتخابات المبكرة. ودعوة الحزب الاشتراكي للانتخابات المبكرة هي مغامرة سياسية قد تمسح له بالبقاء إذا لم يهيكل بوديموس نفسه، فالحزب يدرك استحالة استمراره في حالة انتظار انتخابات السنة المقبلة.