حصل الأمير هشام، ابن عم ملك المغرب على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة أوكسفورد العريقة، في بحث حول الربيع العربي. والمثير أنه من الفاعلين فكريا في الربيع العربي وكانت مناقشة الأطروحة في هذا الشأن. ودافع الأمير عن أطروحته أمام لجنة تحكيم مكونة من أكاديميين متخصصين في العالم العربي ينتمون إلى عدد من الجامعات البريطانية، وحمل هذا العمل الأكاديمي عنوان «التوفيق بين اللائكية والدمقرطة إبان الربيع العربي: حالتا تونس ومصر».
ويحاول الكاتب في بحثه العلمي الوقوف على مفهوم الممارسة السياسية في تاريخ السلطة الإسلامية وتطورها إلى وقتنا الراهن المتجلية في الرقعة الجغرافية السياسية دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكيف تجري عمليات الاصطدام والتوفيق الفكري والسياسي بشأن اللائكية والمفاهيم الدينية والمدرستين الرئيسيتين، اللتين أفرزتهما بين رفض مطلق للفكر الديني بحكم تناقضه مع الروح الديمقراطية وأخرى تدافع عن إمكانية بناء نظريات فكرية واقعية مستنبطة من الفكر الإسلامي وتتناغم مع مطالب الديمقراطية. وركز على دولتين عربيتين قدمتا نموذجين متناقضين للربيع العربي، الأولى وهي تونس، حيث استطاع الفاعلون السياسيون والمدنيون التوفيق بين المطالب اللائكية والدينية لصياغة أسس الانتقال الديمقراطي، وهو ما جعل ثورة الياسمين تنتقل بهذا البلد من ديكتاتورية إلى بداية ممارسة ديمقراطية حقيقية، منها انتخابات رئاسية وبرلمانية شفافة تضم جميع الألوان السياسية بدون إقصاء. بينما الدولة الثانية هي مصر، التي قامت المؤسسة العسكرية فيها بإجهاض المسار السياسي نحو الديمقراطية بمبرر مواجهة فرض سلطة دينية إسلامية على المجتمع. ويعتبر الأمير هشام من الشخصيات، التي قامت بدور في الربيع العربي، إذ لم يمنعه وضعه الاعتباري كأمير من الانخراط في مطالب الديمقراطية ومحاربة الفساد، حيث كتب مقالات متعددة في الصحافة الدولية، وشارك في برامج تلفزيونية وعقد مؤتمرات يدافع فيها عن حق الشعوب العربية والأمازيغية في الديمقراطية، إسوة بباقي الشعوب. ويرى في الربيع العربي نهضة للعالم العربي ستستمر في الزمن حتى تحقيق الديمقراطية، رغم التحديات الكبرى المتمثلة في الأنظمة المضادة للثورة.
وانخرط الأمير في المطالب بالديمقراطية منذ سنة 1995 عندما كتب مقالا في الأسبوعية الشهيرة «لوموند دبلوماتيك»، مطالبا بالديمقراطية في المغرب والعالم العربي، الأمر الذي ترتب عليه مشاكل مع عمه الملك الراحل الحسن الثاني. وتشهد علاقاته بالملك محمد السادس توترا، بسبب مواقفه من الفساد والتراجع الحقوقي وبطء تطبيق أجندة تقود إلى الديمقراطية. وطلب منذ أربع سنوات من ابن عمه إعفاءه من لقب الأمير. وهو يقيم بين المغرب وبوسطن، حيث يعمل باحثا في جامعة هارفارد. وبالمناسبة، نشر الأمير تدوينة في موقع في الفيسبوك برفقة والدته الأميرة لمياء الصلح زوجة الأمير الراحل، مولاي عبد الله، شقيق الحسن الثاني، وهي ابنة الزعيم السياسي اللبناني رياض الصلح.
بعد مناقشتي لأطروحة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة اوكسفورد الثلاثاء 28 يناير الجاري، أول ما قمت به هو أخذ صورة…
Posted by Hicham Alaoui on Wednesday, January 29, 2020