قال الباحث والمفكر السياسي هشام العلوي في حوار مع قناة التلفزيون بي بي سي ليلة الاثنين 14 يناير الجاري بأنه تحدث بكل صراحة ومسؤولية تاريخية مع ابن عمه الملك محمد السادس عندما شدد على ضرورة إحداث القطيعة مع مؤسسة المخزن والانتقال الى ملكية دستورية، لكن النتيجة كانت هو مغادرته للقصر وتعرضه لاتهامات بالتآمر و”الخزعبلات الخطيرة”.
وخلال الحوار المطول الذي أدارته الصحفية جزيل الخوري، كشف هشام العلوي عن الكثير من المحطات التاريخية وأبدى رأيه فيها من انقلابات عسكرية فاشلة ومشاركة في كوسوفو وانتخابات فلسطين. ومن ضمن المعطيات المثيرة هو قوله بتحبيذه اسم هشام العلوي بدل الأمير مولاي هشام لأنه يفضل صفة المواطن بدل ألقاب أخرى.
ويعتبر انتفاضة 1981 التي خرج إبانها المغاربة للمطالبة بالعيش الكريم وما تلاها من سقوط ضحايا من قتلى وجرحى ومعتقلين محطة تأسيسية في وعيه السياسي لأنه اكتشف وجود مغرب آخر وهو مغرب الفقراء، ومع هذه الأحداث استعاد تلك الصور التي نسجها عبر أحاديث وحكايات عن انتفاضة الدار البيضاء سنة 1965.
وكشف كيف عرف بوجود المعتقل الرهيب تازمامارت عندما اتصلت به مدرسة أمريكية وهي نانسي الطويل التي كانت زوجة الربان الطويل، ووقف وقتها على ما وصفه “بالسر الرهيب في أحشاء الملكية وهو تازمامارات”.
واستعرض الكثير من الأحداث والمعطيات في علاقته بالملك الراحل الحسن الثاني، وشرح الأسباب التي جعلت الملك محمد السادس يطالبه بمغادرة القصر، حيث التقاه مرتين فقط طيلة العشرين سنة الأخيرة. ويقول هشام أن مسؤوليته التاريخية كعضو في العائلة الملكية أملت عليه الحديث بكل صراحة مع الملك محمد السادس وطالبه بإحداث قطيعة مع تقاليد المخزن وإرساء ملكية دستورية.
وجاء موقفه هذا في وقت ذهبت الغالبية من السياسيين والبلاط الملكي نحو الاستمرارية، ويقول حرفيا “كان الملك يتمتع بتفويض شعبي وكان عليه الإصلاح، لكن آخرين دافعوا على التريث والاستمرارية حتى وصلنا الى المأزق الحالي”.
وسخر من ثقافة التآمر والاتهامات التي عملت جهات مخزنية على الترويج لها ضد المطالبين بالإصلاح السياسي من سياسيين وحقوقيين وصحفيين، وكان واحد من المستهدفين، ويقول “كل صباح كنا نستيقظ على إيقاع اتهامات مع البوليساريو والجزائر والضباط الأحرار والخزعبلات الخطيرة”.
ويرى في الدستور المغربي الذي جاء خلال الربيع العربي تقدما في بعض الجوانب لكنه لم يتم استغلالها، كما أنه وقع تحايل دستوري من طرف مؤسسة المخزن، ومن ضمن الأمثلة “يشهد المغرب انتخابات شفافة ولكن في العمق مزورة هيكليا، كل من استلم الحكومة سيبقى في موقف هش ولن يستطيع دفع التغيير”. ووقف على الحراك الشعبي في المدن الصغيرة والهامش مثل الريف، لكنه أصر على نوعية الحلول التي يجب أن تكون وطنية.
وفي رد على سؤال حول توجيه انتقادات قوية الى الأمير محمد بن سلمان بشأن هذه جريمة اغتيال خاشقجي وهو الذي تجمعه علاقات متينة مع العائلة الملكية السعودية “نعم تجمعني علاقة متينة مع العائلة الملكية بل وقدمت استشارات في ملفات الى الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمراء، لكن الإنسان الديمقراطي والمتشبع بحقوق الإنسان عليه التنديد بهذه الجريمة”. وتابع قائلا ” أن يقطع شخص بالمنشار ثم يتم تذويبه أو إلقاء بجثه ولا يقول أي شيء لا يمكن”.
وعلاقة بالربيع العربي، ألقى الضوء على دور بعض الدول العربية التي مولت الثورة المضادة بالمال وهي الدول الخليجية، وفسر ابتعاده عن أصدقاءه من الأمراء العرب بالقول أن الربيع العربي كان مرحلة الحسم والفوز، إمام الوقوف الى جانب مطالب الشعوب أو مناهضتها وكانت مصلحة الدول الخليجية مع الاستمرارية دون إصلاح، ولهذا فضل الابتعاد عن الذين عارضوا الربيع العربي مع الإبقاء على العلاقات الإنسانية فقط.