كشف نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ان رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان قال له حرفياً في موسكو: “نريد تدمير هذا النظام العلوي في سوريا حتى لو جرى تدمير سوريا”.
واشارت صحيفة “الاخبار” الى ان بوغدانوف روى لمحادثيه انه حين سأل الامير السعودي “كيف كانت علاقتكم بالرئيس الراحل حافظ الاسد؟”، سارع الأخير إلى الاجابة: “كانت ممتازة، وكان رجلا حكيماً”، فقال له بوغدانوف: “إذاً المشكلة ليست في النظام العلوي، بل مع الرئيس بشار الاسد نفسه”.
واضافت الصحيفة انه لم يكن غريبا كذلك أن يوجه بوغدانوف انتقادات لاذعة إلى الاميركيين برغم انه كشف عن موافقتهم على التحرك الروسي الحالي، وروى لمحادثيه كيف جاء وزير الخارجية الاميركية جون كيري بعد 3 اسابيع على مفاوضات “جنيف 2″ يقول للروس: “لقد فشلت المفاوضات، وسوف نعود الان الى الحرب”، فكان الجواب الروسي “انكم حين تتولون الاشراف على التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين تمضون 9 أشهر ثم تمددون 9 أشهر اخرى ثم تكررون الامر لفترات طويلة، فلماذا لا تفعلون الشيء نفسه لانقاذ سوريا”.
وتابعت “الاخبار” ان قناعة بوغدانوف بان لا ثقة مطلقا حاليا بالاميركيين. إمكانية ان يخدعوا قائمة. فهم متفقون مع موسكو على هذا التحرك لجمع المعارضة والدولة، لكن الموافقة هي من باب “سنترككم تتحركون ولا شك انكم ستفشلون”.
وبحسب الصحيفة فان من قابل المبعوث الروسي سمع مثلا كيف ان كيري نفسه قال للروسي: “لا تعتقدوا بأننا جئنا نضرب داعش في سوريا لكي يستفيد النظام”.
واشار بوغدانوف الى ان الروس ردوا أكثر من مرة بالقول: “انكم بهذا ايضا تخرقون كل القانون الدولي والانساني، لانكم تسهلون الارهاب لغايات سياسية، وهذه سابقة في السياسة الدولية”.
واشار بوغدانوف الى انه حين طرح وزير الخارجية السورية وليد المعلم ان تكون اجتماعات المعارضة والحكومة السورية في دمشق، كان الجواب: “لا، ليس في دمشق، بل في موسكو، هذا افضل”.
وعندما سأل المعلم عن السبب، وخصوصا ان دمشق باتت آمنة الآن، فكان جواب بوغدانوف: “لو كانت آمنة لما اختفى عبد العزيز الخير ورجاء الناصر، واعتقل لؤي حسين”.
في خلال لقاءاته مع مسؤولي المعارضة في تركيا ولبنان ودمشق، ومع عدد من المسؤولين اللبنانيين طرح نائب وزير الخارجية الروسية أكثر من مرة السؤال الآتي: “لمصلحة من تدمير الجيش العربي السوري؟”. وقدم تحليلا مفاده بان لا احد يستفيد من هذا التدمير الممنهج سوى الكيان الاسرائيلي. وكذلك طرح سؤالا آخر على المعارضة: “الا تعتقدون ان الحوار وحده هو الذين يجنب سوريا التقسيم”، مشيرا إلى ان على المعارضة ان تتحرك اليوم قبل الغد لتفادي ما يحاك ضد البلد الذي لها دور في إنقاذه وإعادة بنائه. فهِم سامعو بوغدانوف ان “الجيش السوري خط أحمر” بالنسبة إلى روسيا.
وبحسب الصحيفة فان المعارضين السوريين لم يسمعوا من المسؤول الروسي مرة واحدة احتمال رحيل الرئيس بشار الاسد. هو تحدث عن الحوار واللقاء وتقريب وجهات النظر، حين سأله احد مسؤولي الائتلاف عن جنيف 1 وما لحظه من هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات، أجاب بأن أساس الحوار هو جنيف 1 ولكنه بحاجة الى تعديلات الآن، بعدما صار الارهاب اولوية، وكذلك بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
وقد خرج عدد من مسؤولي الائتلاف من الاجتماع يقولون: “إن موسكو لم تغير رأيها، ولا تزال تدعم نظام الاسد، وإن جولة بوغدانوف هي لهذه الغاية