أكدت الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كيمون قد ألغى نهائيا زيارته الى المغرب التي كانت مبرمجة خلال يوليوز المقبل، واستبعدت إنهاء مهام المينورسو في الصحراء رغم قرار المغرب. ومن جانبه، يطالب المغرب من بان كيمون عدم الانحياز ضد مقترح الحكم الذاتي.
وكان بان كيمون قد خطط لزيارة المغرب خلال يوليوز المقبل ضمن الجزء الثاني من جولته التي قادته بداية الشهر الجاري الى اسبانيا وموريتانيا ومخيمات تندوف ومنطقة بئر لحلو والجزائر بينما لم يستطع زيارة المغرب بسبب اختلاف أجندته مع أجندة الملك محمد السادس.
لكن هذه الزيارة جرى تجميدها نهائيا بعد تظاهرة الرباط ضد الأمين العام وكذلك اللقاء المتوتر الذي جمعه الاثنين من السبوع الجاري مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، حيث أصدرت الأمم المتحدة بيانا تحتج فيه على المغرب، وأصدر الأخير بيانا ينتقد فيه هذه الهيئة الدولية.
وفي رده على سؤال حول زيارة بان كيمون الى المغرب، أكد الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك يومه الأربعاء 16 مارس الجاري أن الأمين العام لا ينوي السفر الى هذا البلد خلال الشهور المقبلة.
وأضاف حول قرار المغرب التقليص من أفراد بعثة المينورسو وتجميد المساعدة المالية التي كان يقدمها وقدرها ثلاثة ملايين دولار، أبرز الناطق أن هذا سيؤثر ماليا على البعثة، وفي المقابل استبعد سحب قوات المينورسو من الصحراء، وفق ما نقلته وكالة رويترز. وقد يكون الناطق يشير الى استبعاد سحب كامل للمينورسو بدل تقليص أفراد البعثة الذي أعلنه المغرب.
وعمليا، يحتاج سحب قوات المينورسو من الصحراء الى قرار من مجلس الأمن لأنها أحدثت بقرار من المجلس سنة 1991 لتنظيم الاستفتاء ولكن تبين استحالة إجراءه في الظروف الحالية.
واتخذ المغرب قرار التقليص من قوات المينورسو، الشق المدني وليس العسكري، يوم 15 مارس الجاري كرد على ما اعتبره تصرفا غير لائق من بان كيمون بوصفه الوجود المغربي في الصحراء “بالاحتلال”، وذلك خلال زيارته الى مخيمات تندوف.
ويطالب المغرب من بان كيمون، وفق بيانالخارجية المغربية، عدم انحيازه الى الأطروحات التي تهدف الى تجاوز الحكم الذاتي لصالح صيغة جديدة من الحل أو الاستفتاء خاصة بعد تصريحه بأن “قوات المينورسو مستعدة لتنظيم الاستفتاء”.
وتقول فقرة البيان أن مزوار جدد خلال لقاءه ببان كيمون “على ضرورة عدم انسياق الأمين العام وراء المحاولات المكشوفة الرامية إلى التصدي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية التي تحتفظ بكامل أهميتها ضمن قرارات مجلس الامن.و تمت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى توضيح مواقفه بشكل علني من أجل استعادة جو الثقة والاحترام المتبادل”.
وتاتي هذه التطورات في ظل الأخبار التي تفيد ببلورة الأمم المتحدة مقترحا يتجاوز الحكم الذاتي والاستفتاء ويقوم على مبدأ الارتباط الحر بين كيان جديد في الصحراء والمغرب.
مقال ذو صلة بالموضوع