في أعقاب قيام الجيش المغربي بفتح معبر الكركرات فجر اليوم الجمعة بعد إغلاق دام ثلاثة أسابيع من طرف عناصر البوليساريو، أعرب روسيا عن موقفها الداعي الى تسريع تعيين مبعوث خاص بالصحراء، وطالبت موريتانيا بضبط النفس وتأسفت الأمم المتحدة لفشلها في الوساطة.
ونفذ الجيش المغربي عملية عسكرية تهدف الى فتح معبر الكركرات أقصى جنوب الصحراء المغربية، وتلتها مناوشات عسكرية في المحبس على بعد ألفي كلم من الكركرات. ونفى الجيش النية القتالية للعملية بل فقط من أجل إعادة المعبر الى طبيعته لضمان تنقل الأشخاص والبضائع. وتخلف العملية ردود فعل دولية وإن كانت محدودة وعلى رأسها روسيا.
وعلاقة بالأمم المتحدة، أعرب الأمين العام للمنظمة أنتونيو غوتريس عن أسفه الشديد بسبب الفشل في الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو، حسبما نقل الناطق باسمه ستيفان دو جاريك. مبرزا القلق الذي يسيطر على الأمم المتحدة بسبب انفلات الوضع من السيطرة والتداعيات التي يمكن أن تترتب عنه. ودعت الأمم المتحدة الى بدل المساعي لتجنب انهيار وقف إطلاق النار الساري منذ قرابة ثلاثة عقود، في إشارة الى اتفاقية 1991.
كما أصدرت الخارجية الموريتانية بيانا في هذا الشأن وهي البلد المتضرر من إغلاق المعبر، ويبرز البيان المقتضب ما يلي “تتابع الجمهورية الإسلامية الموريتانية، منذ أسابيع، بقلق بالغ، مظاهر التوتر المتزايد، على الحدود الشمالية في منطقة الكركرات.
وقد أجرت – في هذا السياق – العديد من الاتصالات في مسعى حثيث لنزع فتيل الأزمة.
وإن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، إذ تدعو اليوم جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتغليب منطق الحكمة، لتهيب بكل الفاعلين للسعي إلى الحفاظ على وقف اطلاق النار والى حل توافقي عاجل للأزمة وفقا لآليات الأمم المتحدة، يحفظ مصالح الأطراف ويجنب المنطقة مزيدا من التوتر”.
وكانت روسيا من الدول التي أصدرت بيانا، حيث يستعرض أصل المشكل الحالي المتمثل في عرقلة أنصار البوليساريو عملية التنقل في الكركرات مع موريتانيا، ويدعو لاحقا الى “ضبط النفس “. ويدعو البيان الروسي الى تسريع عملية تعيين مبعوث خاص في نزاع الصحراء علاوة على إجراء المفاوضات لضمان حل متفق عليه في هذا النزاع.
وتتبنى روسيا خلال السنتين الأخيرتين مواقف غير ودية في النزاع بمعارضتها أو عدم التصويت على القرار الأممي وتعتبره غير متوازن، في ميل لجبهة البوليساريو والجزائر.