اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان ما يجري في مصر يجسد “سقوط ما يسمى الاسلام السياسي”، في اشارة الى الاحتجاجات غير المسبوقة التي ادت الى الاطاحة بالرئيس محمد مرسي المنتمي الى جماعة “الاخوان المسلمين”، وذلك في حديث الى صحيفة سورية ينشر كاملا غدا الخميس.
وقال الاسد في حديث الى صحيفة “الثورة” الحكومية قبل الاعلان عن اطاحة الجيش بمرسي، ان “ما يحصل في مصر هو سقوط لما يسمى الاسلام السياسي. فمن يأتي بالدين ليستخدمه في السياسة او لصالح فئة دون اخرى… سيسقط في اي مكان في العالم”، وذلك بحسب مقتطفات اولية من الحديث نشرتها مساء الاربعاء صفحة الرئاسة السورية على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي.
اضاف الاسد “لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت، فما بالك بالشعب المصري الذي يحمل حضارة آلاف السنين وفكراً قومياً عربياً واضحاً”.
وتابع “بعد عام كامل تكشفت الصورة للشعب المصري، وساعدهم اداء الإخوان المسلمين لكشف الأكاذيب التي نطق بها الأخوان في بداية الثورة الشعبية في مصر”، وذلك بحسب ما نقلت صفحة الرئاسة السورية، والتي ارفقت هذه العبارات بصورة من ميدان التحرير في القاهرة حيث يتظاهر عشرات الآلاف من معارضي الرئيس المصري.
وشهدت العلاقة بين النظام السوري وجماعة “الاخوان المسلمين” في سوريا تاريخا مضطربا، خصوصا مع الحملة الدموية التي شنها نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي، ضد الجماعة في مدينة حماة (وسط) في الثمانينات من القرن الماضي.
ويواجه الرئيس الاسد احتجاجات مطالبة بسقوطه منذ منتصف مارس 2011، تحولت الى نزاع دام. ويشكل الاخوان المسلمون حاليا أحد المكونات النافذة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يضم غالبية مكونات المعارضة.
واعلن مرسي في 16 يونيو قطع علاقات بلاده نهائيا مع النظام السوري واغلاق سفارة دمشق في القاهرة، واستدعاء القائم بالاعمال المصري من العاصمة السورية، وهو ما اعتبرته دمشق تصرفا “غير مسؤول”.
ومساء الاربعاء، اعلن وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد الفتاح السياسي اطاحة محمد مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا “ادارة شؤون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد”.
وقال السيسي انه تقرر “تعطيل العمل بالدستور” و”تشكيل لجنة لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة” وتشكيل حكومة “كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية”، وذلك بعد ايام من تظاهرات غير مسبوقة طالبت برحيل الرئيس المصري.