ارتفعت حصيلة قتلى الأزمة السورية التي تحول الى حرب أهلية الى ما يفوق 92 ألف قتيل حتى أواخر أبريل الماضي وجرى تجاوز هذا الرقم بعد مايو الماضي. وهذا الرقم مرشح للإرتفاع في حالة فشل مؤتمر جنيف 2 في التوصل الى حل سياسي وفي ظل انخراط قوى جديدة في النزاع مثل حزب الله. ويتجاوز ضحايا الأزمة السورية ضحايا نزاعات البلقان في البوسنة وكوسوفو ويعتبر ثالث كارثة إنسانية فيما يتعلق بالنزاعات الداخلية بعد الجزائر ورواندا.
وقدمت الأمم المتحدة اليوم الخميس حصيلة الضحايا الذين جرى توثيق مقتلهم منذ انطلاق الأزمة منذ سنتين ونصف. ويبرز التقرير أن أكثر من 92 ألف شخص بينهم 6500 طفل على الأقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سوريا، مشيرة إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى كل شهر. وأضاف التقرير أن أكثر من خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم شهرياً منذ يوليو وأن ريف دمشق وحلب سجلا أكبر عدد من القتلى منذ نوفمبر الماضي.
وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي: “أدعو الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون”. ونبهت الى أن العدد الحقيقي قد يكون أكثر من الذي أعلنته الأمم المتحدة.
وعلاقة بخريطة توزيع الضحايا، يؤكد التقرير الأممي وسجل العدد الأكبر من القتلى في ريف دمشق (17 الفاً و800) وحمص (16 الفاً و400) ومناطق حلب (11 الفاً و900) وإدلب (عشرة آلاف و300) ودرعا (8600) وحماة (8100) ودمشق (6400) ودير الزور (5700). يذكر أن معظم القتلى الذين وثقتهم الأمم المتحدة من الرجال لكن الخبراء لم يتمكنوا من الفصل بين المقاتلين والمدنيين.
وفي مقارنة مع النزاعات الداخلية (ليس الحروب مثل أفغانستان والعراق) التي تطورت الى حروب أهلية، فالنزاع السوري يعتبر هو الثالث خلال الثلاثة عقود الأخيرة، بعد ما جرى في بوروزندي بأكثر من نصف مليون قتيل في بداية التسعيات ثم الحرب الأهلية في الجزائر بقرابة 300 ألف، ويتجاوز النزاع السوري ضحايا حروب البلقان الداخلية التي وصلت الى 90 ألف ضحية.