كشف رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في الحوار الذي أجرته معه قناة التلفزيون الرسمية ليلة الخميس من الأسبوع الجاري عن عدم صعوبة الظروف لاستقبال المغاربة العلاقين في عدد من الدول، وقال أنه سيعودون عندما ستفتح الحدود.
وتعد تصريحات رئيس الحكومة بمثابة رصاصة الرحمة ضد الآمال التي كان يعقدها المغاربة العالقون في الخارج للعودة الى أرض الوطن، لاسيما بعد تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة منذ أسبوعين الذي كان يتحدث عن عودة “قريبة بزاف“، بمعنى حدوثها في ظرف أيام قليلة، لكن كل شيء كان بمثابة سراب الصحراء.
قرار الدولة المغربية تسبب في أزمات كبيرة مالية واجتماعية ونفسية لا تنسى للعالقين، خاصة عندما يعلم المرء أن الدولة المغربية هي الوحيدة في العالم، نعم الوحيدة والأوحد، التي تبنت هذا الاستثناءبعدما عملت باقي الدول على إجلاء مواطنيها بما فيها الدول التي شهدت أرقاما مخيفة من المصابين والموتى بفيروس كورونا.
إنها مفارقة حقيقية أن يكون المغرب الممتد جغرافيا على مساحة شاسعة مليئة بالفنادق والإقامات عاجز كل هذا العجز على استعادة مواطنيه العالقين في الخارج. الأمر لا يتعلق بالظروف الصعبة، فدول أفقر من المغرب وبإمكانيات أقل عملت على إجلاء مواطنيها، نحن أمام مؤسسات دولة ليست في مستوى هذا الوطن وهذه الأمة ذات التاريخ الممتد، إننا أمام مؤسسات عاجزة على تدبير ملف من ملفات هذا الوباء العالمي.
هذه ليست المرة الأولى التي تتخلى فيها الدولة على مواطنيها، فقد حصل في ملفات كثيرة ومنها عدم استعادة القاصرين المغاربة الموجودين في أوروبا والذين هم عرضة للإجرام المنظم وشبكات استغلال الأطفال جنسيا.