منذ شهر تقريبا، تهتم وسائل الاعلام المغربية والدولية بالغياب المطلق للأميرة للا سلمى عن كل المناسبات الرسمية مثل استقبال زوجات قادة الدول، وتتساءل هل حدث طلاق بين الطرفين، مما ينعش الشائعات.
وارتفعت التساؤلات خلال الأسابيع الأخيرة بسبب غياب للا سلمى عن استقبال ملكي اسبانيا فيلبي السادس وزوجته لتيسيا، علما أنها كانت حاضرة منذ سنوات في زيارتهما الأولى. وحضرت التساؤلات بمناسبة غيابها مجددا عن استقبال الأمير البريطاني هاري وعقيلته ميغان ماركل. وهو غياب لم يشكل مفاجأة كبيرة للمتتبعين بحكم غياب الأميرة عن معظم الأنشطة الخيرية والإنسانية والفنية التي كانت ترعاها.
وتأتي مجددا مجلة “هولا” الإسبانية لتنقل عن مصادر نسبتها الى القصر حدوث طلاق لا رجعة فيه بين الملك محمد السادس والأميرة للا سلمى التي تعتبر الآن السيدة الأولى السابقة في المغرب وأم ولي العهد الأمير الحسن. وكانت هذه المجلة هي نفسها التي نشرت الخبر الأول يوم 21 مارس 2018.
وكانت جريدة ألف بوست قد نشرت مقالا يوم 12 أبريل 2018 بعنوان “الملك محمد السادس والأميرة سلمى يوقعان الطلاق وينفصلان”، حيث أكدت وفق معطيات دقيقة جدا وقوع الطلاق بين الطرفين بشكل حبي ومتفاهم عليه خلال فبراير 2018. وقتها لم تعد الأميرة تحضر أي نشاط رسمي أو تشرف على الأنشطة الخيرية التي اعتدت الإشراف عليها.
وتعيد ألف بوست التأكيد مجددا على حدوث الطلاق خلال شهر فبراير من السنة الماضية، وقيام القصر بمختلف الترتيبات بشأن إقامة للا سلمى في المغرب وليس خارجه كما تذهب الى ذلك بعض وسائل الاعلام الدولية والوطنية، كما تمتلك حرية الحركة للانتقال الى الخارج. ولكن يجهل هل تحتفظ بلقب الأميرة أم فقط أم الأمراء، وهو اللقب التقليدي.
ويبقى الطلاق بين زوجين أمرا عاديا للغاية وليس بالأمر المريع، لكن في حالة الملك محمد السادس يختلف الأمر بسبب المنصب الذي يشغله. لا يهم الأسباب التي تبقى من أسرار بيت الزوجية، ولكن كان على الملك وديوانه إصدار بيان رسمي للرأي العام المغربي بدل اللجوء الى مجلة اسبانية وهي “هولا”.
لقد أعلن القصر الملكي في بيان رسمي الزواج سنة 2002، ولا يمنعه أي عائق من إصدار بيان حول الطلاق. لقد تحلى الملك بالشجاعة وضد الأعراف الماضوية ومنح لزوجته مكانة في المشهد العام في البلاد بإشرافها على مشاريع خيرية وإنسانية. وعمليا، منحت نكهة خاصة لصورة الملكية لدى الرأي العام الوطني والدولي. وبنفس منطق الحداثة التي تم تبنيه في البدء كان يجب على القصر إصدار بيان مقتضب حول طلاق الملك والأميرة للا سلمى ثم تحديد الدور الذي ستقوم به مستقبلا لأن غيابها سيكون ضربة لخطاب المؤسسة الملكية حول المرأة، أي الطلاق يعني التغييب المطلق للمرأة.
إن الدولة التي تنتقد الصحافة الأجنبية وتكيل لها اتهامات، ها هي تلجأ إليها في ملف حساس، حالة مجلة هولا، لتسرب خبر طلاق الملك ثم لتأكيد الخبر. استراتيجية إعلامية خاطئة، القصر يتوفر على ديوان، وواجب عليه وبكل شفافية إخبار المغاربة في هذا الشأن.
مقال ذو صلة نشر يوم 21 أبريل 2018: الملك محمد السادس والأميرة سلمى يوقعان الطلاق وينفصلان