رفع رئيس هيئة الحكم في ملف محاكمة الزميل حميد المهدوي، رئيس تحرير موقع “بديل”، المتابع في قضية وفاة شاب الحسيمة كريم لشقر، صباح الاثنين 09 فبراير، جلسة المحاكمة، بعد ما تحولت القاعة إلى حلبة لمواجهة عنيفة بين دفاع الإدارة العامة للأمن الوطني محمد كروط، ودفاع المهداوي، خاصة بعد ما قدف كروط في الذمة الأخلاقية لدفاع المهدوي، بحديثه عن تنصيب الدفاع من طرف ما وصفها بجهات، الأمر الذي اعتبره المحامي محمد المسعودي، تجريحا في حقهم، في وقت كان فيه القاضي يطلب من الجميع الهدوء والانضباط لحرمة القاعة، قبل أن يتأزم الوضع أكثر حين هاج دفاع ارميل بعد أن تساءل المسعودي عما إذا كان كروط قد قرأ المدكرة التي ارفقها مع شكايته ضد المهدوي.
من جهته انتفض محمد طارق السباعي، دفاع المهدوي، ضد سب موكله من طرف دفاع ارميل بعد أن جرح فيه بقوله ليس كل من “هب ودب يصبح صحفيا”، طالبا من كروط سحب هدا الكلام والاعتدار عنه، غير أن الأخير رفض بحجة أن كلامه كان عاما وليس المقصود منه رئيس تحرير”بديل”.
وفجر حاجي، نقاشا صاخبا أثار حفيظة الكل حين عبر عن تخوفاته من مصير القضية بحكم الجهة المشتكية وقوتها ونفودها مؤكدا على أن هذه الجهة فوق الجميع إلا القضاء، وهو الكلام الدي أغضب دفاع ارميل، ما جعله يحاول تفنيد تصريحات حاجي بكون الإدارة العامة للأمن الوطني ضحية للمهدوي وبكونها حامية للأمن والاستقرار، قبل أن يدخل المحامي نعمان الصديق، على الخط مزكيا كلام حاجي باستحضار جرائم افقير وعبد الله صاكا والعشعاشي وغيرهم، قبل أن يسنده حاجي بتجربة الإنصاف والمصالحة التي خاضتها الدولة بنفسها، مستحضرا الجرائم التي أحدثها جهازها ضد الشعب المغربي خلال “سنوات الرصاص” يقول حاجي.
كما تفجر نقاش ساخن بسبب طلب الدفاع شهادة إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وحسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، لتأكيدهما أن كريم لشقر قتل في ضيافة شرطة الحسيمة. وكدا بسبب طلب حضور طبيبة الديمومة بمستشفى الحسيمة، لما نُقل عنها من قول بكون كريم وصل جثة هامدة للمستشفى، بخلاف الرواية الأمنية التي تقول إن كريم توفي خارج مخفر الشرطة.
المحامي نعمان الصديق طالب أيضا بحضور رئيس الحكومة، والمدير العام للأمن الوطني، ومدير مديرية الاستعلامات العامة، مطالبا برفع السرية عن التقارير التي تهم طريقة وفاة كريم لشقر.
دفاع الإدارة العامة للأمن الوطني، لم ير طائلا من استدعاء اي شاهد او مسؤول من المذكورين، داعيا المحكمة إلى رفض جميع الطلبات التي لم تقرر فيها بعد هيئة الحكم، قبل رفع الجلسة إلى 9 مارس المقبل.
السباعي استغرب كثيرا لرفض دفاع ارميل حضور الشهود خاصة وأن هؤلاء الشهود واردة أسماؤهم في مذكرة دفاع ارميل، مستحضرا السباعي مقولة قانونية تفيد ” من أدلى بحجة فهو قائل بما فيها”.
وعرفت الجلسة حضور الزميل علي المرابط، مدير موقع ” دومان أون لاين”، وعبد الحميد أمين، الرئيس السابق “للجمعية المغربية لحقوق الإنسان”
وعبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام لـ”لجامعة الوطنية للتعليم” التابعة للتوجه الديمقراطي داخل الاتحاد المغربي للشغل، ومحمد الزهاري، رئيس “العصبة للدفاع عن حقوق الإنسان”، والفنان الساخر أحمد السنوسي الشهير “ببزيز” ، والناشط البارز في “جماعة العدل والإحسان” و”حركة 20 فبراير ” رضوان قسطيط.
وأضفى حضور بزيز على الجلسة طابعا من المرح من خلال قفشاته الساخرة خاصة حين تساءل بطريقته الخاصة عما إذا كانت الإدارة العامة للأمن الوطني ضحية للمهدوي.