يوجد صراع بين فرنسا والجزائر حول الملف الليبي ويتعاظم ويشتد، فالأولى ترغب في تدخل عسكري دولي بقيادة الأفارقة سياسيا، بينما تسعى الثانية الى تفادي تدخل دولي ومساعدة الليبيين في المفاوضات، ويبدو أنها قد نجحت في جعل مصر الى جانبها في مواجهة دول إفريقية مثل موريتانيا والسينغال.
ويحل الرئيس السينغالي ماكي صال يومه الاثنين في الجزائر للتباحث حول ملفات منطقة الساحل وليبيا مع المسؤولين الجزائريين، ومنهم عبد العزيز بوتفليقة الذي تبقى استقبالاته شبه بروتوكولية بسبب وضعه الصحي.
وتكتب جريدة الشروق الجزائرية اليوم الاثنين أنه منذ أيام نادى الرئيس ماكي صال بتدخل دولي في ليبيا، وتشكك الجزائر في دور فرنسي وراء المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا التي تنتمي لها السنيغال للمطالبة بتدخل عسكري دولي في ليبيا. واستدعت الرئيس السنغالي في زيارة مفاجئة لمحاولة إقناعه بالعدول عن دعم التدخل العسكري والرهان على المفاوضات السياسية التي تقودها الجزائر ونسبيا مصر.
وهذه هي المرة الثانية التي تقدم فيها الجزائر على توجيه دعوة زيارة مفاجئة لرئيس إفريقي خلال الأسابيع الأخيرة. حيث كانت قد استدعت مؤخرا رئيس تشاد لإقناعه بالعدول عن فكرة التدخل العسكري التي أيدها ضمن مجموعة دول الساحل التي تضم موريتانيا والنجير ومالي وبوركنيا فاسو تشاد. ويوجد توتر صامت بين الجزائر وموريتانيا حول الموضوع، حيث تقود نواكشوط مساعي للتدخل الدولي في ليبيا عبر مجموعة دول الساحل التي ترأسها.
وتكتب جريدة الشروق عن وقوف فرنسا وراء مجموعة دول الساحل لإضفاء شرعية على التدخل في ليبيا التي تصف، الجزائر، بالإستعماري على شاكلة التدخل في مالي الذي تحول الى تدخل في منطقة الساحل بالكامل تقريبا. وتتهم فرنسا بهذه المناورات بعدما فشلت في إقناع الجزائر بالتدخل العسكري في ليبيا.
ولا يبدي المغرب حتى الآن موقفا واضحا بشأن الملف الليبي، فقد كان من أوائل الدول التي ساهمت وأيدت التغيير الذي حصل ضد نظام معمر القذافي، واستقبلت بعض القياديين الجدد، ثم تعرض المغرب للتهميش من طرف فرنسا والجزائر في هذا الملف، قبل أن ينفجر الصراع بينهما.
ولا تجمع المغرب علاقات متميزة مع ثلاثة أطراف فاعلة في الملف بل علاقات متوترة، وهي مصر والجزائر وفرنسا، ولهذا يراقب الآن ما يجري في ليبيا عكس ما يجري في مالي حيث يستمر متواجدا في المفاوضات وإن كان بطريقة غير مباشرة.