كشف استطلاع للرأي من إنجاز المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومقره الدوحة أن المغاربة والجزائريين لا ينظرون الى بعضهم نظرة “مصدر الخطر المتبادل”. ويحدث هذا رغم سوء العلاقات الرسمية وسباق التسلح والحملات الاعلامية المتبادلة.
ووفق نتائج هذا الاستطلاع التي جرى تقديم نتائجه الاثنين من الأسبوع الجاري، يعتبر المغاربة إسرائيل مصدر الخطر الأول بنسبة 42%، وتليها الولايات المتحدة ب 9% وإيران بنسبة 6% ودول عربية ب 6% ودول أوروبية ب 1% ودول أخرى ب 2% ثم تنظيم داعش ب 5% وروسيا ب 1%.
وبالنسبة للجزائريين، تأتي إسرائيل على قائمة مصدر الخطر ب 68% ثم الولايات المتحدة ب 23% ودول عربية ب 2% وأوروبية ب 2% و لا تتعدى روسيا كمصدر للخطر 0،1%.
وتعتبر هذه النتائج دالة للغاية سياسيا واجتماعيا ليس فقط بشأن مصدر الخطر بل وكذلك رؤية المغربي والجزائري للآخر.
وهكذا، فاعتبار إسرائيل مصدر الخطر تبقى رؤية واقعية بحكم ثقافة المواجهة العربية الإسرائيلية خلال الستة عقود الأخيرة بسبب القضية الفلسطينية، وكل الدول العربية تعتبر إسرائيل هي مصدر الخطر باستثناء دولة واحدة وهي فلسطين، حيث يضع الفلسطينيون الولايات المتحدة على قائمة مصادر الخطر بنسبة 49% بينما احتلت إسرائيل المركز الثاني ب 25%.
وهكذا، لا تتعدى نسبة الجزائريين التي تعتبر الدول العربية مصدرا للخطر 2%، وهي ربما تشمل المغرب وليبيا والسعودية، وفي المقابل ترتفع هذه النسبة الى 6% بالنسبة للرأي العام المغربي، ورغم ذلك تبقى محدودة للغاية.
وهذه الأرقام تكشف أنه رغم وجود سباق تسلح مقلق بين المغرب والجزائر خلال العشر سنوات الأخيرة، ووجود توتر سياسي بسبب ملفات مثل نزاع الصحراء وتبادل الاتهام على خلفية التهريب والمخدرات بشقيها القرقوبي والقنب الهندي، ويضاف الى هذا حملات إعلامية متواصلة في إعلام البلدين وخاصة المنابر المقربة من السلطات، فالرأي العام المغربي لا ينظر للجزائري نظرة العدو، وبدوره لا ينظر الرأـي العام الجزائري للمغرب نظرة العدو ومصدر الخطر الرئيسي.
وهناك مؤشرات اجتماعية تدل على مصداقية هذه المعطيات وهي التفاهم القائم بين الجالية المغربية والجزائرية في دول أوروبية ومنها فرنسا بالخصوص. تشجيع الجماهير الجزائرية للمنتخبات المغربية في المنافسات الرياضية الدولية، وتشجيع المغربية للجزائرية في المنافسات نفسها.