يقوم رئيس تركيا طيب رجب أردوغان يوم الاثنين 26 فبراير بزيارة رسمية الى عدد من الدول على رأسها الجزائر وموريتانيا بعما زار تونس سابقا، ولم تتم برمجة المغرب بسبب إصرار أردوغان أن يلتقي الملك محمد السادس بينما الأخير في زيارة خاصة في هونغ كونغ منذ قرابة شهر.
وكان أردوغان قد زار تونس خلال ديسمبر الماضي ووقع مع هذا البلد عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، والآن يقوم بزيارته الثانية الى منطقة المغرب العربي-الأمازيغي، وسيبدأها يوم الاثنين 26 فبراير من الجزائر. كما سيقوم بزيارة الى موريتانيا وسينتقل لاحقا الى السينغال ومالي.
وتأتي زيارة أردوغان الى المنطقة في إطار تعزيز نفوذ تركيا في القارة الإفريقية، حيث تراهن أنقرة كثيرا على القارة السمراء، ولربح حلفاء في العلاقات الدولية. وتبقى أهم محطة لأردوغان هي الجزائر بحكم التنسيق الحاصل بين البلدين في عدد من القضايا الدولية.
ولا يشكل المغرب محطة في أجندة أردوغان خلال هذه الجولة لأسباب متعددة ومنها استحالة لقاء بينه وبين ملك المغرب محمد السادس. ويصر أردوغان خلال زيارته الى مختلف الدول أن يحظى باستقبال على مستوى عال لأنه يعتبر نفسه زعيما إسلاميا. وكان قد أعرب عن امتعاضه عندما زار المغرب يوم 3 يونيو 2013 ولم يستقبله الملك محمد السادس. وغادر أردوغان في اليوم نفسه المغرب بعدما كان مبرمجا أن يقضي يومين. واستقبله وقتها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. وفي الوقت ذاته، يرفض المغرب قيام رؤساء بعض الدول بإدماج المغرب ضمن جولات إقليمية، ويفضل زيارة خاصة وأحادية.
وكما تزامنت زيارة أردوغان للمغرب خلال يونيو 2013 مع تواجد الملك محمد السادس في زيارة خاصة الى فرنسا، يتكرر السيناريو نفسه الآن، حيث يتواجد الملك منذ نهاية يناير الماضي في زيارة خاصة الى هونغ كونغ التي قصدها مباشرة بعد افتتاح مشروع في أكادير. وجرى الحديث عن زيارة رسمية الى أندونيسيا والهند، لكن هذا لم يحصل. والتقى الملك محمد السادس والرئيس أردوغان مرة واحدة على هامش زيارة خاصة للأول الى تركيا منذ سنتين.
وعادة ما تتميز العلاقات المغربية-التركية بالهدوء والحوار بعيدا عن الأزمات بسبب التقاء الرؤية السياسية في عدد من الملفات الدولية، لكن تبقى العلاقات الاقتصادية متقدمة على السياسي.
مقال مرتبط بالموضوع