قدم رئيس مؤسسة التراث الوطني الإسباني خوسي رودريغيث سبتيري الى المكتبة الوطنية المغربية 1939 نسخة رقمية من مخطوطات عربية توجد في المكتبة الملكية سان لورينزو ديل إيسكوريال، وهي المكتبة التي تضم أكبر نسبة من المخطوطات الأنلدسية العربية ومنها المغربية وتنافس في ذلك الفاتيكان.
وجرت مراسيم تسليم المخطوطات أمس الثلاثاء بحضور ملك اسبانيا خوان كارلوس والوفد الوزاري المرافق له في زيارته الرسمية الى المغرب والتي بدأت الاثنين الماضي وستنتهي الجمعة من الأسبوع الجاري، وكذلك بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وتضم هذه الهدية الثقافية الهامة جدا مخطوطات ناذرة تعود الى الحقبة الأندلسية، حيث كان الأساقفة يحتفظون في كنائسهم بالمخطوطات العربية بعد سقوط المدن الأندلسية الواحدة بعد الأخرى، وعندما جرى تشييد سان لورينزو ديل إيسكوريال بعد منتصف القرن السادس عشر جرى نقل وتجميع المخطوطات الأندلسية تدريجيا في هذه المعلمة التاريخية، واستمر إغناءها بالمخطوطات حتى وقتنا الراهن.
كما تضم هذه الهدية وثائق مغربية، سواء تلك التي كانت عبر مراسلات بين ملوك اسبانيا والمغرب، وضاعت نسخ منها في المغرب بسبب عدم إدراك المغاربة في الماضي بأهمية الأرشيف، وفي الوقت نفسه الوثائق والتي كان يتم الحصول عليها في الحروب أو خلال اعتراض السفن في عرض البحر.
ومن ضمن الكتب والمخطوطات الهامة التي حصلت عليها الإسكوريال مكتبة السلطان السعدي المولى زيدان، إذ اعترضت سفن حربية اسبانية سنة 1612 في إطار احتلالها السواحل الأطلسية المغربية سفينتين بالقرب من مياه مدينة سلا، وبعد تفتشيهما عثر الإسبان على مكتبة السلطان وبها أربعة آلاف مخطوط وكتاب. وكانت تضم دراسات في مختلف المجالات وبلغات متعددة ومنها التركية والفارسية. وتفاوض السلطان مع ملك اسبانيا فيلبي الثالث لاستعادة هذا الكنز الثقافي لكن بدون جدوى.
ومن شأن هذه الهدية الثقافية أن تساهم في تطوير الدراسات المغربية حول تاريخ المغرب والأندلس، حيث تضع رهن الباحثين المغاربة كنزا ثقافيا هاما.