يراهن الاتحاد الأوروبي على استعمال الطائرات بدون طيار في محاربة الهجرة السرية وتهريب المخدرات خاصة في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وقد بدأ تطبيق أول تجربة في اسبانيا بالمياه الأندلسية بمنطقة ألمرية حيث ستكون حاسمة في الرهان على هذا النوع من الحراسة مستقبلا في أوروبا.
ويجري استعمال الطائرات بدون طيار في عمليات الاستطلاع الحربي وكذلك في عمليات قصف أهداف عسكرية، وتحضر باستمرار في الأخبار العالمية جراء استعمال الجيش الأمريكي لهذه الطائرات في ملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة أو جراء التجسس بين إيران وإسرائيل.
ولكن الطائرات بدون طيار تنتقل الآن الى مجالات مدنية ذات امتدادات أمنية مثل مكافحة الهجرة السرية وتهريب المخدرات. في هذا الصدد، أجرت اسبانيا وبدعم من المفوضية الأوروبية تجربة مراقبة مياهها الإقليمية والدولية في ألمرية الأندلسية بواسطة طائرة بدون طيار.
وقامت الطائرت بالتحليق في الأجواء الإقليمية الإسبانية وكذلك في الأجواء الدولية بالمحاداة مع الأجواء المغربية والجزائرية، واستطاعت رصد عدد من القوارب ونقل المعلومات الى طائرة أخرى ومراكز رصد أرضية خاصة مركز الحرس المدني في شرق الأندلس.
ويقول عقيد الحرس المدني (درك عسكري) خوسي مانويل سانتياغو مارين أن الطائرة انطلقت من مطار مدني وليس عسكري، وهذا يحدث لأول مرة خاصة وأن المهام ليست عسكرية بل مدنية مثل رصد قوارب الهجرة وإنقاذ ركابها وإيقاف تهريب المخدرات. وبهذا ستصبح الطائرات بدون طيار رئيسية في مواجهة الهجرة والمخدرات القادمة من المغرب.
وهذه التجربة تدخل ضمن مشروع للاتحاد الأوروبي باسم “بيرسوس” يهدف الى مراقبة الحدود المائية للاتحاد الأوروبي لرصد قوارب الهجرة السرية، ورصد تهريب المخدرات وكذلك رصد عمليات الصيد غير المرخص لها عبر طائرات بدون طيار. وتشارك في المشروع الكثير من الدول والشركات وخاصة الدول المعنية بالهجرة في المقام الأول مثل إيطاليا واسبانيا.
وعمليا، لا يحتاج المشروع لتكنولوجيا عالية للغاية بحكم أن ممارسي الهجرة السرية وتهريب المخدرات يستعملون قوارب لا تدخل ضمن صنف القوارب العسكرية المتطورة بل بمحركات أحيانا تكون تقليدية للغاية.
ويعتبر المسؤولون الأوروبيون حراسة المياه الإقليمية للاتحاد الأوروبي بالعمل الحيوي والاستراتيجي بحكم أن 75% من التجارة الأوروبية بين الدول الأعضاء ومع العالم تتم عبر الموانئ سواء الواجهة الأطلسية أو المتوسطية.
وسيخضع المشروع لمزيد من التجارب خلال الشهور المقبلة، وفي حالة تحقيق نجاح كبير، لاسميا وأن الطائرات بدون طيار يمكنها البقاء لمدة تقارب 24 ساعة في الجو، سيتم تطويره ليصبح من أهم الآليات التي يحمي الاتحاد الأوروبي بها مياهه الإقليمية.