ارتفاع الجدل بين الحكومة والمعارضة حول نزاع الصحراء ومدير المخابرات السابق ينتقد موقف سانشيز

رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز

مع اقتراب الانتخابات التشريعية الإسبانية التي ستجري يوم 23 من الشهر المقبل، يعود ملف نزاع الصحراء إلى واجهة النقاش السياسي عبر تصريحات متضاربة بين الحكومة والمعارضة، وانضم مدير المخابرات السابق الى الجدل بانتقادات حادة ضد موقف الحكومة في هذا الشأن.

وفي التجمعات الخطابية التي تجري هذه الأيام وتسبق الحملة الانتخابية، قال زعيم المعارضةاليمينية ألببرتو نونيث فيخو “لا أحد يعرف الاتفاق حول الصحراء مع المغرب سوى رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ووزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، ولا أعرف ما فعلت بلدي في هذا الشأن”. ويشير بهذا إلى عدم معرفته بمضمون الاتفاق الحقيقي بين الرباط ورئاسة حكومة مدريد حول دعم الأخيرة لمقترح الحكم الذاتي.

ويعارض الحزب الشعبي الاتفاق الذي جرى بين الرباط ومدريد، ويعتبره مضادا لمصالح إسبانيا لاسيما وأنه تسبب في تدهور العلاقات مع الجزائر، وتعهد باستعادة العلاقات مع هذا البلد  في حالة الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة. وتمنح استطلاعات الرأي الفوز للحزب الشعبي المحافظ، لكن قد تحدث المفاجأة إذا حصل اليسار الراديكالي على نتيجة مقبولة، ستسمح بإعادة تشكيل الائتلاف الحاكم حاليا. وكان الحزب الشعبي قد فاز في الانتخابات البلدية التي جرت الشهر الماضي، ودفعت برئيس الحكومة إلى إعلان انتخابات سابقة لأوانها.

ولم يتردد وزير الخارجية ألباريس في مهاجمة زعيم المعارضة، متهما إياه بترويج معطيات مغلوطة عن الاتفاق الموقع بين المغرب وإسبانيا ومنها ما يتعلق بالصحراء وملفات أخرى، في إشارة الى دعم الحكم الذاتي كحل إذا قبل به البوليساريو. ودعاه الى قراءة الاتفاقيات الموقعة مع  المغرب لأنها منشورة في الموقع الرقمي لرئاسة الحكومة قبل ترويج أخبار كاذبة. وشدد على النتائج الإيجابية للتقارب مع المغرب ومنها تراجع الهجرة السرية من شواطئ المغرب نحو إسبانيا.

وانضم إلى الجدل السياسي حول الصحراء، مدير المخابرات الإسبانية الأسبق خورخي ديسكيار، وشغل سابقا منصب سفير سابق في المغرب 1997-2001، ويتميز إنتاجه الفكري في قضايا جيوسياسية. وفي ندوة في مدينة برشلونة خلال هذا الأسبوع حول التغيرات الجيوسياسية العالمية، عالج ملف الصحراء وكان قاسيا في تقييمه للحكومة. واعتبر تأييد الحكم الذاتي بمثابة اعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.  وأوضح “«لا أفهم ما فعلته هذه الحكومة لتغيير موقفنا في الصحراء. لا أرى المزايا التي حصلنا عليها، لم يشرحها لي أحد، أعتقد أنه خطأ فادح”. وتابع “عندما رأت الأمم المتحدة أنه من المستحيل إجراء استفتاء على الاستقلال في الصحراء لأن المغرب رفض، قالت إنه يجب أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين على الأقل. وأيدت إسبانيا هذا القرار. وكنا في موقع جدي بتأييد القرار. وفجأة، يقرر رئيس الحكومة لوحده، دون علم حكومته أو شركائه في الحكومة، ولا شركائه في السلطة ولا المعارضة، أنه سيدعم وجود المغرب في السيادة على الصحراء”. ويستطرد “واكتشفنا ذلك من خلال رسالة سربت من القصر الملكي المغربي ما زلنا نجهل نصها كاملا لأنه لم ينشر رغم أن  البرلمان قد طالب بمعرفة مضمون الرسالة”. واشتهر مدير المخابرات ديسكيار بأنه ينتمي إلى ما كان يعرف ب “كلان دي لوس مورو” (الموالين للمغرب) في وزارة الخارجية رفقة وزير الخارجية الأسبق مورااينوس، وهو تجمع كان يدافع عن علاقات قوية مع المغرب مع تفهم عميق لمصالح لمغرب في ملف الصحراء. ويعتبر موقفه هذا مغايرا لما كان عليه في الماضي.

وكان ملف الصحراء قد تراجع في الخطاب السياسي بما في ذلك إبان الانتخابات، غير أن التطورات الأخيرة أعادته الى الواجهة، وسيكون من المواضيع الرئيسية في الحملة الانتخابية التي ستبدأ في ظرف أسبوعين.

Sign In

Reset Your Password