من المنتظر أن تشهد العلاقات بين الرباط وباريس انفراجا بعدما أعلن رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس زيارته الى المغرب خلال الأسابيع المقبلة والعمل تسوية على تجاوز مشاكل الماضي.
وأكد على ضرورة استعادة العلاقات طابعها الاستثنائي من خلال “الحوار ، وبفضل الثقة المشتركة وجودة العلاقات التي بيننا نترك وراءنا مرحلة التوتر”. وتعد رئيس الحكومة بأخذ بعين الاعتبار قلق المغرب من بعض الملفات مستقبلا.
وأدلى مانويل فالس بهذه التصريحات في حفل الاستقبال المنظم في سفارة المغرب بمناسبة الذكرى 15 لعيد العرش منذ يومين، ونقلت جريدة لوفيغارو هذه التصريحات. وتعتبر مشاركة رئيس الحكومة في الحفل المناسبة الأولى لتصريحات إيجابية بعد التوتر الذي يسود العلاقات الثنائية منذ فبراير الماضي عندما قرر القضاء الفرنسي استنطاق مدير المخابرات المدنية المغربية عبد اللطيف الحموشي بتهمة تعذيب مغاربة بعضهم يحمل الجنسية الفرنسية.
وعمد المغرب الى تجميد اتفاقية التعاون القضائي بسبب ملف الحموشي وفي الوقت ذاته، شهدت العلاقات الثنائية جمودا حقيقيا على شاكلة توترات قليلة وقعت في الماضي منها خلال الأزمة التي وقعت عند اغتيال المهدي بن بكرة في باريس سنة 1965 وصدور كتاب “صديقنا الملك” لجيل بيرو سنة 1991 حول حياة الحسن الثاني من زاوية سلبية للغاية.
وتنفي حكومة باريس تورطها في الأزمة وتشير الى وجود استقلالية القضاء الفرنسي في ملاحقة التعذيب. وكان وزير الخارجية لوران فابيوس قد صرح في حوار مع قناة فرنسية أن القضاء الفرنسي مستقل وألمح الى أن الحموشي عندما دخل الى فرنسا يوم 19 فبراير الماضي لم يبلغ أنه قادم في مهمة دبلوماسية لتفادي مثل هذه المشاكل. وكان الحموشي قد شارك في قمة أمنية حضرها المغرب وفرنسا واسبانيا والبرتغال.