أقدم حراس تابعون لإدارة المياه والغابات باقليم خنيفرة على إطلاق الرصاص الحي على أحد الشبان عندما كان يحاول جمع الحطب من غابة أجدير بمنطقة “ايت عمة عيسى” التي تبعد بحوالي 30 كيلومتر عن مدينة خنيفرة، مما تسبب في مقتله على الفور.
وفور وصول الخبر الى أبناء قبيلته الذين استنكروا الحادث، انطلقوا في مسيرة احتجاجية غاضبة في اتجاه ادارة المياه والغابات ومنها في اتجاه مقر عمالة خنيفرة، حيث قطعوا مسافة طويلة من قبيلتهم الى مركز المدينة وهم يرددون شعارات ضدد المسؤولين وضد استمرار الدولة في تهميشهم وعزلهم، ورغم محاولات القوات العمومية توقيفهم مرارا خلال المسيرة الا أنهم استطاعوا الوصول الى المدينة حيث نفذوا اعتصاما أمام مقر العمالة كما رفضوا الحوار مع عامل الاقليم وطالبوه بالرحيل، واستنكروا كذلك غياب مثل هذا التدخل للحرس الغابوي لمطاردة مافيات سرقة الملك الغابوي الذين يستنزفون الثروة الغابوية دون أن يوقفهم أحد والذين ينشطون في المنطقة بشكل كبير.
وخلف الشاب (ع . ب) البالغ من العمر 26 سنة الذي لقي حتفه برصاص حراس الغابة، زوجة حامل وطفلة صغيرة، ويحكي شهود على الحادثة أنهم كانوا بغابة أجدير بصدد جمع بعض الحطب بغية استعماله في الطهو، ليباغتهم بعد ذلك ثلاث حراس غابويين ، قاموا بمطاردتهم، حيث أصاب طلق ناري من بندقية أحد الحراس الضحية في ظهره ليرديه قتيلا على الفور.
ورغم قيام القوات العمومية بمحاولة تفريق المعتصمين قبالة مقر العمالة المنتمين لقبيلة “ايت عمو عيسى” والذين كانوا مآزرين بنشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الانسان، حيث خلفت المحاولة سقوط جرحى واعتقالات في صفوف المحتجين، الا أنهم نجحوا في التجمع مرة أخرى وفرض إطلاق سراح الذين اعتقلوا، ولازالت تشهد حاليا مدينة خنيفرة استنفارا أمنيا، ومحاولات لاحتواء احتجاج أفراد قبيلة الضحية.