شهد مجلس المستشارين اليوم الأربعاء جلسة توتر لم يسبق لها مثيل خلال السنوات الأخيرة، عندما انفجر رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران صارخا في وجه رئيس الجلسة الشيخ بيد الله بأنه لا يجب أن ينضم الى ما اعتبره “الجهات المشوشة على الحكومة والتي أصحبت كثيرا” مؤخرا، ويهدد بأنه مستعد لانتخابات سابقة لأوانها.
وبدأ ابن كيران تدخله بنوع من الابتسام والضحك وشكر الله على أن شهر رمضان قد أضفى هدوءا على الجلسة، ولكن فجأة انفجرت الأوضاع عندما طلب منه رئيس الجلسة عدم الخروج عن الموضوع. وكانت ملاحظة رئيس الجلسة كافية لتجعل ابن كيران ينفجر بشكل حقيقي في وجهه ويوجه خطابات الى ما يعتبرها حزب العدالة والتنمية “الدولة العميقة في المغرب”.
واستهدف الرد العنيف لرئيس الحكومة الى أرسال خطابات واضحة تتجلى في ثلاثة نقاط، الأولى الشرعية التي يتمتع بها الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي والمستندة من الشعب وصناديق الاقتراع، والثانية كثرة الجهات التي تشوش على الحكومة في الوقت الراهن، وثالث وارتباط بالثانية، استعداد حزب العدالة والتنمية بل والحكومة الى انتخابات مبكرة لمواجهة الأزمة الحالية.
وأكد ابن كيران أن الشعب يعرفه كثيرا ويؤمن بكلامه ويعرف خصومه وأنه فضل الصمت على الرد على “الكلام الفاحش”.
ومن شأن ما شهده مجلس المستشارين اليوم أن يزيد من توتر الأوضاع السياسية بين الأحزاب في ظل انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة.
واعتاد ابن كيران تبني لغة حادة تجاه بعض النواب وتجاه الجهات التي يعتبرها الدولة العميقة بل ويستعمل مصطلحات مثل العفاريت والتماسيح، لكن هذه المرة تبنى خطابا سياسيا مباشرا كشف أنه انفجر جراء الضغط النفسي والسياسي الذي تعرض له.
